يوم تدنو فيه الشمس من الرؤوس، ويبلغ العرق فيه عند بعض العباد الى الاذان وينسى فيه الخليل خليله ويفر فيه الحبيب من حبيبه "يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه"، يوم تخشع فيه الاصوات فلا تسمع منها الا همسا، وعندما نتأمل اسماء يوم القيامة ونتامل معانيها ترتجف قلوبنا لمجرد الاسماء فما بالنا بالاهوال. فمن اسمائه يوم الحاقة الذى يحق فيه الحق لانه لا شك فيه، ويوم القارعة التى تقرع الخلائق بأهوالها وافزاعها، ويوم الجمع الذى يجمع فيه الاولون والاخرون، ويوم الفصل الذى يفصل فيه بين الخلائق، ويوم الحساب الذى يحاسب فيه كل احد بما كسب وعمل، ويوم التلاق الذى الذى يلتقي فيه اهل السماء بأهل الارض، ويلتقى فيه الظالم بالمظلوم، ويوم الحسرة يوم يتحسر الجميع مؤمنهم وكافرهم، طائعهم وعاصيهم فالمؤمن الطائع يتحسر انه لم يزد من طاعته والعاصي يتحسر على معصيته والكافر يتحسر أن لم يكن قد آمن، ولحكمة ارادها الله تعالى سبحانه وتعالى جاء ذكر الساعة فى كثير من سور القرآن طوالها واوساطها وقصارها كما جاء فى السورة التى يقراها كل المسلمين فى كل ركعة من صلاتهم، "مالك يوم الدين" للتذكير بها فى كل وقت فى كل ركعة لكى نتذكر ان كل ما نحن فيه سيزول، كل ما نملكه سيزول، لن يتبقى لنا الا اعمالنا، لا أولاد ولا مال ولا اى مظهر من مظاهر الحياة.