إبداع طبيعي

هونغ كونغ تنتج بعض أفضل الأفلام، ولها تأثير كبير على السينما العالمية، وحتى هوليوود لم تكبح إعجابها بها وأخذت منها أفكاراً وأناساً، منهم وو بينغ الذي أدار مشاهد الكونغ فو في فيلم The Matrix، والكونغ فو أشهر ما عرفت به أفلام هونغ كونغ، واسأل عن جاكي تشان، وقبله أسطورة القتال (الحقيقي) بروس لي لتعرف مدى شعبيتها، ولو شاهدت بعض أفلام الثمانينات لرأيت أنواعاً حقيقية من الكونغ فو تحاكي حركات الحيوانات كأسلوب الحية والنمر، يقلد فيها الممارس حركات الحيوانات، فأسلوب القرد مثلاً صعب ويحتاج مرونة ولياقة عالية جداً لما فيه من محاكاة هذا الكائن في القفز والشقلبة، وهذه الأساليب بديعة وتسحر البصر.

الكثير من الناس يظن الإبداع الإتيان بشيء جديد، أن تصنع فكرة من العدم، لكن بعض أحسن الإبداعات أتت لأنها استوحيت من الطبيعة كما ترى، من الواقع، مما تراه باستمرار. بعض أشهر المنتجات أتت هكذا، فشركة Nike أنتجت حذاء Goatek بعد أن راقب المصمم الماعز في حديقة حيوانات أوريغون، وجعل تصميم الحذاء يحاكي الخف الوسادي للماعز والظفر الذي ينغرس في الأسطح اللينة وإصبعاً مفصلية تسمح بالقفز بين الصخور، وصنعوا حذاءً يصلح لكل التضاريس. كلارنس بيردزاي كان يمشي في العراء في كندا وأكل سمكا جمدته الطبيعة فأذابه وشواه، وأتى بفكرة أطباق الطعام المجمدة التي تراها في السوبرماركت (مثل طبق من دجاج وذرة تسخنه في الميكروويف)، وصنع سوقاً كبيراً جديداً. الرسام تيرنر صعد سارية السفينة في عاصفة شديدة ليعيش الشعور وينقله إلى رسماته. مبنى الأوبرا الشهير في سيدني مستوحى من برتقالة مقشرة أكلها المصمم جورن أوكرون ذات يوم، ومثل فصوص البرتقالة يتحول المبنى إلى كرة لو ضُمَّت الأجزاء. قطار الرصاصة الياباني شينكانسن مبني على تصميم الخالق للمنقار الإيروديناميكي لطائر الرفراف، موسيقارون مثل أوليفييه ميسيان وبيتهوفن وهاندل وديليوس استوحوا الموسيقى من غناء الطيور.

أبدع وفكر وانتج، ولا تتردد أن تستوحي إبداعك مما حولك!