دور علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الهجرة
موقف علي بن أبي طالب في الهجرة بعد أن زاد إيذاء كفار قريش للنَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- ومن معه من المسلمين، وزاد تصدِّيهم لدعوة الإسلام، وغيظهم من مبايعة الأنصار لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ودخولهم في الإسلام، بدأ عدد من المسلمين بالهجرة إلى المدينة المنوَّرة سرَّاً، مما دفع عدداً من كفار قريش إلى الاجتماع في دار النَّدوة؛ ليتباحثوا في أمر النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- وما يصنعون معه، وأخذوا يقترحون ويتشاورون في ما بينهم، حتى استقرُّوا على رأيٍ واحدٍ وهو أن يأتوا من كلِّ قبيلةٍ بشابٍّ، وينتظروا خروج الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمام بيته، فإذا خرج ضربوه بسيوفهم ضربة رجلٍ واحدٍ؛ حتى يضيع دمه بين القبائل، فلا يتمكَّن بنو عبد مناف من الثأر له. وقد ألهم الله تعالى نبيَّه محمداً -عليه الصَّلاة والسَّلام- بما تآمر عليه كفَّار قريش، فقرّر -عليه الصَّلاة والسَّلام- أن يهاجر إلى المدينة المنورة، فأخبر رفيقه أبا بكرٍ -رضي الله عنه- بذلك، واستعدَّ بجملةٍ من الاستعدادات التي تسهِّل خروجه من مكَّة المكرَّمة دون معرفة قريش أو انتباههم له، ومن هذه الاستعدادات: اختيار الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- لابن عمه علي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه-؛ ليبيت في فراشه في الليلة التي يغادر فيها -صلى الله عليه وسلم- مكَّة، فما كان من علي -رضي الله عنه- إلا أن استجاب لما أمره به النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، رغم ما في هذا العمل من مخاطرةٍ بالغةٍ. استعدّ علي -رضي الله عنه- لفداء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبات في فراشه ملتحفاً ببردته، وكان الشباب الذين اختارتهم قريش واقفين بالباب يترقبون وينظرون من شقوقه، وألقى الله تعالى النَّوم على أعينهم، فناموا ولم يلتفتوا لخروج النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- من بيته، ليتفاجؤوا بعد وقتٍ أنَّ من في فراش النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- ومن يلتحف عباءته هو علي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه-، الذي افتداه بروحه.
منقول
الفريق الأحمر
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|