العامل القوي والعامل الضعيف ورزق الله .

يقول أحد الأخوة أثناء تشطيب شقتي، احتجت إلى عمال لنقل سيارة رمل إلى الطابق الأول، ولم أستطع أن أجد عاملاً يحقق لي طلبي في تلك الفترة!
فاتصلت بأحد أصدقائي، الذي له صلة بالعمال، فاستجاب بصعوبة وأرسل لي عاملين. كانا قد تجاوزا الستين من العمر؛ أحدهما قوي وضخم، والآخر ضعيف وهزيل.
**سألت صديقي مستغربًا:**
*هل بمقدور هؤلاء إنجاز هذا العمل الشاق؟*
**فأجابني:**
*نعم، وبسرعة تفوق تصوراتك.*
وبعد ساعات قليلة، ذهبت إلى الشقة لأطمئن.
ولدهشتي، كانا قد قطعا أكثر من نصف العمل!
الرجل الضعيف كان يفتح الأكياس فقط، والرجل القوي يحملها ويصعد بها إلى الشقة. قسمة غير عادلة، كما بدا لي.
**أحببت أن أكافئهما،** فقلت لهما:
*سأجلب لكما مثلجات ومرطبات.*
طلبت من الرجل القوي أن يذهب معي لأستفهم منه على انفراد.
**سألته:**
*هل هذا الرجل العليل يعمل أجيرًا لديك؟*
**فأجابني:**
*لا، إنه شريكي مناصفة!*
**تعجبت وقلت:**
*ولكن هذا ليس عدلًا، فأنت من يقوم بكامل العمل!*
**قال لي:**
*نعم، ولكن رزقي كله متعلق بهذا الرجل العليل، وهو شريكي منذ سنوات.*
**ثم أضاف:**
*كنت بحاجة لعامل صغير ولم أجد، فجاء هذا العليل يطلب العمل. أعطيته الثلث من الأجرة، رغم اعتراض زوجتي لاحقًا. طردته، لكن بعدها توقفت عن العمل لثلاثة أشهر! أدركت أن السبب كان طردي له. فاستخرت ربي وعدت إليه، ومنذ ذلك اليوم لم ينقطع رزقي.*
اتقوا_الله في ضعفائكم
وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
**العبرة ليست في الفقير والغني، بل في أن تكون أعمالنا ترضي الله و تملأها الرحمة والتسامح.**