مواقف من الصحابة في بر الوالدين ..عبد الله بن عمر بن الخطاب بأبيه
كان لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- حمار، وكان يركبه عند ذهابه إلى مكة إن كان ملّ من ركوب الإبل، وذات يوم وبينما هو في طريقه إلى مكة على ظهر حماره إذ به يلتقي بأعرابي، فنزل ابن عمر فسلّم عليه وأعطاه حماره ليركب عليه ويكمل به مسيره، ليس هذا فحسب بل وقام بحلِّ عمامته وإعطائه إياها ليشدّ بها رأسه.[٥] واستنكر أصحابه فعلته وقالوا له: ما الذي حملك على هذا الفعل، إنّ الأعراب يرضون بأيسر الأشياء، فقال لهم: لقد كان هذا الشخص صاحب أبي، وما فعلته هذا ليس إلا برّاً بأبي واقتداءً بكلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ سمعته يقول: (إنَّ مِن أَبَرِّ البِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ وإنَّ أَبَاهُ كانَ صَدِيقًا لِعُمَرَ)،[٦]فكان هذا مثالاً على برّ الوالدين وإن كان بعد مماتهما.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|