الموروث البحريني في " البيت الغربي" ‏

المشهد التراثي الثقافي البحريني، وحضارته العريقة التي يعود تاريخها إلى أزمنة تاريخية غابرة، ممتدة من الألفية الثالثة قبل الميلاد، وحتى وقتنا هذا، تصدر فعاليات أسابيع التراث الثقافي العالمية بمدنية الشارقة، وذلك ضمن فعاليات معهد الشارقة للتراث بمقره »البيت الغربي«، للتعريف بالتراث الثقافي العالمي، وانفتاحه على التجارب الدولية.
بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتح فعاليات الأسبوع البحرين، أمس، عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، بحضور جاسم الحربان مدير إدارة الأنشطة الطلابية في وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين، إلى جانب باحثين ومختصين بالتراث في القطاعين العام والخاص، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام.
ملامح ثقافية
تهدف فعاليات أسابيع التراث الثقافي العالمي، والتي تبدأ من شهر يناير الجاري وإلى تسليط الضوء على الموروث التراثي الحضاري، للعديد من بلدان العالم، وذلك بعرض نماذج من تراثها الثقافي بمختلف تجلياته وأنواعه، ويشمل فعاليات تتضمن عروضاً من الحرف التراثية اليدوية، والفنون الشعبية، والطبخ التقليدي، والألعاب الشعبية..
ومعارض صور أو رسوم، إضافة إلى عرض أفلام وثائقية عن تراث البلد الضيف. كما أن برنامج الاحتفال، يتضمن فقرات فنية تراثية من فنون وأهازيج البلد الضيف، تقدمها فرقة فنية، تقام خلال الأسبوع في أماكن مختلفة من الشارقة، لإطلاع أكبر عدد من الجمهور.
البيت الغربي
وحول الدور الذي يلعبه »مركز فعاليات التراث الثقافية«، يقول عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث: »البيت الغربي« مقر المركز هو أحد البيوت التي يمتلكها الشيخ سلطان بن صقر بن خالد القاسمي، ويمثل الفكر الإبداعي للتقاليد العمرانية، وبحكم موقعه العتيق في حي الشيوخ خارج منطقة السور القديمة..
وعلى مسافة من حصن الشارقة، وهو مقر الحكم قديماً في إمارة الشارقة، يقوم بدوره كمعلم ثقافي متعدد الوظائف منذ إعادة بنائه في عام 1997، وفي الوقت الحاضر يمارس دوراً تنويرياً في الشؤون التراثية ذات الصلة محلياً ودولياً.
نسيج اجتماعي
وأضاف المسلم: مملكة البحرين هي أول ضيوف أسابيع التراث الثقافي العالمي، التي تم تدشينها للمرة الأولى في الشارقة، لافتاً إلى تميز التراث البحريني بالغنى والتنوع والتشابه في كثر من عناصره ومكوناته مع التراث الإماراتي والخليجي عموماً في الشارقة، بحكم التقارب الجغرافي والعلاقات الاجتماعية والإنسانية للمورث في الخليج العربي...
في كل ما يتضمنه من فنون متنوعة وعادات وتقاليد وقصص شعبية وأمثال، وكل ما خلفه الأجداد من إرث ثقافي عن البحرين، سواء كان مادياً ملموساً أو معنوياً.
فنون شعبية
وتشمل أجندة أسبوع التراث لمملكة البحرين، فعاليات وبرامج وندوات ومحاضرات وورش وأنشطة متنوعة، تسهم في تعريف الجمهور والزوار والمتابعين في تراث مملكة البحرين ومخزونها الثقافي متأثراً بموجات الهجرات الوافدة من مناطق مختلفة..
حيث يرجع تاريخ الاستيطان البشري في مجموعة الجزر التي تجتمع تحت راية مملكة البحرين حالياً إلى 4000 عام مضت، حيث تتالت على البحرين حضارات مختلفة بداية مع حضارة دلمون، ثم تايلوس وأوال والحضارة الإسلامية.
أهازيج الفجيري
وفي باحة »البيت الغربي«، الجمهور على موعد مع استعراض لافت للعديد من الفنون الشعبية، وفي مقدمها أنواع الموسيقى الشعبية البحرينية، وأهمها الفجيري، حيث تقول الأسطورة إن الجن علموا موسيقى الفجيري لثلاثة أصدقاء في منطقة راس أبو صبح، وقاموا بنقلها إلى الناس، وهي تعتبر أهم أنواع الموسيقى التي اشتهرت بها طواقم قوارب الغوص..
كما يحيي أسبوع التراث البحريني بالشارقة، مختلف أنواع الألعاب الشعبية، وذلك حرصاً على الحفاظ على هذا العنصر الذي يعتبر من أهم عناصر التراث البحريني، وجزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع وتكوينه الثقافي والحضاري، وتسهم الألعاب المفتوحة لعامة الجمهور كباراً وصغاراً في ترسيخ القيم والسلوكيات الحميدة، إلى جانب ما توفره من متعة وتسلية للجميع.