(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩

الملاحظات

۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ |يختَص بكُل ما يَتعلق بالأنبيَاء عليهِم الصّلاة والسّلام ونُصرتهم .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-25-2023
روحي تبيك غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
 
 عضويتي » 628
 اشراقتي ♡ » May 2018
 كُـنتَ هُـنا » منذ أسبوع واحد (08:20 PM)
آبدآعاتي » 1,131,046
 تقييمآتي » 150618
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلعمر  » 29سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  0
شكرت » 0
مَزآجِي  »  1
мч ѕмѕ ~
 
افتراضي سمات دولة النبي صلى الله عليه وسلم



سمات دولة النبي صلى الله عليه وسلم


عند تناول دولة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة يرى البعض أنها تجرِبة فريدة فذَّة في التاريخ لا يمكن تكرارها مرة أخرى في تاريخ البشرية، بينما يتمسك آخرون بإمكانية تكرارها والدعوة إلى إعادة إقامتها، ربما بنفس الشكل الذي كانت عليه في عهد سيدنا رسول الله وخلفائه من بعده.



ولا شك عند دارسي التاريخ عمومًا أن الوقائع والحوادث المرتبطة بحِقبة تاريخية ما لا يمكن تكرارها بحذافيرها كاملة، ولا يمكن استنساخها كما وقعت في الماضي، فهذا ضد مبدأ تطور البشرية، بينما سمات ذات الحقبة التاريخية يمكن تكرارها واستنساخها مرات عدة، فالوقائع بِنْتُ بيئتها وزمانها، والسمات قيم خالدة تتجدد صور تطبيقها ويظل جوهرها ثابتًا، وبتطبيق ذلك على دراسة دولة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، نجد أن الوقائع والحوادث لا يمكن تكرارها بذاتها، ولا هو مطلوب شرعا تكرارها، فالهجرة النبوية – مثلًا - حدث فريد في التاريخ لا يمكن تكرارها، بل أعلن النبي صلى الله عليه وسلم نهاية مرحلتها فقال: ((لا هجرةَ بعد الفتح، ولكن جهاد ونية))، لكننا يمكن أن نأخذ من واقعة الهجرة النبوية سماتٍ وقيمًا عديدة؛ مثل: التضحية والفداء، والتخطيط الدقيق، واستشعار معية الله عندما تتعطل الأسباب، والثقة في النصر، والعمل الدائب للخروج من ضغط الواقع، وغيرها من القيم السامية، تلك القيم يمكن تكرارها، بل يجب على المسلم تطبيقها تأسِّيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم.



واقعة بناء المسجد النبوي على سبيل المثال، وهو مسجد فريد له خصوصية تعبدية لا يمكن إعادة بناء مثله، وقد امتلأت جَنَبات العالم اليوم بملايين المساجد، بينما تبقى سمة المجتمع والدولة ارتباطها بالمسجد، وتوجيهات وأخلاق وروحانية المسجد، ومركزية المسجد والعبادة، ودور العبادة الربانية في المجتمع، ورباط الأُخوَّة الاجتماعي القائم على صحبة المسجد.



عندما ندرس دولة النبي صلى الله عليه وسلم وقائعها وحوادثها، إنما ندرسها بهدف استخراج سماتها وقيمها ومبادئها، غزوة بدر واقعة فريدة في التاريخ البشري لا تتكرر؛ شخوصًا ومكانًا وأحداثًا، لكن سماتها أن النصر من عند الله وحده، الشورى التي مارسها رسول الله وإشارة الصحابة عليه، الوفاء لأصحاب فضلٍ سابق من المشركين، الثبات في المواجهة وذِكْرُ الله كثيرًا، تثبيت المواقف الإنسانية الكثيرة التي أقرَّها سيدنا رسول الله في حروبه، عدالة القائد مع جنوده وهو يصفُّهم للمعركة الفاصلة.



إن دراسة دولة النبي صلى الله عليه وسلم دراسة وافية تكشف عن سمات عظيمة؛ مثل: الربانية، والدستورية (صحيفة المدينة)، والمواطنة التي سمحت ليهود المدينة ببقائهم وفق شروط وطنية تضمن الحقوق والواجبات، الشورى من حيث المبدأ والتطبيق، والتمثيل النيابي (أخرجوا عُرَفاءكم)، والعدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي، والعدل المطلق وسيادة القانون، واحترام التخصص ونشأة المؤسسات، والأمة مصدر السلطات، والحكم الذاتي للأقاليم، ومدنية الدولة والمجتمع ليس كهنوتيًّا ولا عسكريًّا، وتقدير العلم والتعليم والعلماء، وتفعيل دور المرأة، وتمكين الشباب، والاهتمام بالفنون والآداب، وطبيعة الحاكم البشرية؛ فهو لا يحكم بالحق الإلهي المطلق.



يخطئ من يظن أن قراءة التاريخ لا خير فيها، ولا فائدة منها، وإنه إذا قُرئ فإنما للتسلية والترفيه باعتباره حوادثَ غير قابلة للتكرار، بينما لفت القرآن الكريم إلى أهمية استخراج السمات من قصص التاريخ، فعبَّر عن فائدة القصص القرآني؛ بقوله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111]، هذه العِبَرُ هي السمات التي نبحث عنها ونرصدها عبر قراءة دولة النبي.



وكذلك يخطئ من يدعو إلى إعادة تكرار التاريخ بوقائعه وأحداثه خطأً مركبًا، وخطؤه الأكبر يتجه نحو العقيدة، إن محاولته استنساخ دولة الإسلام من العدم، كما أنشأها سيدنا رسول الله من قبل، تجعله يتصادم مع واقع وجود أمة مسلمة مليارية مترامية الأطراف موجودة بالفعل، ولم تكن موجودة قبل إنشاء سيدنا رسول الله دولته، فهو محكوم – إذًا - بإهدار إسلام هذه الأمة المليارية، وهو خطأ عقائدي؛ حيث لا تُخَوِّل له العقيدة تكفيرَ الناس بدون وجه حق، وهذا ما وقع فيه أصحاب نظريات جاهلية المجتمع، أرادوا تكفير المجتمع دون تكفير آحاد الناس، بينما كان الأيسر لهم أن يدعوا إلى تطبيق سمات دولة رسول الله في المجتمع والدولة، وصولًا إلى مجتمع أكثر صلة بالله، وأقرب رُحمًا بمجتمع رسول الله ودولته.



 توقيع : روحي تبيك

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, النبي, دولة, صلاة, صلى, عليه, وسلم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان بأصحابه رضي الله عنهم Şøķåŕą ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ 32 منذ أسبوع واحد 05:32 PM
كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم sham ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ 22 09-23-2024 03:07 PM
من فضائل النبي: إن الله يرد روح النبي صلى الله عليه وسلم ليرد على سلام من يسلم عليه من أمته زمردة ❥ ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ 27 06-17-2024 10:46 PM


الساعة الآن 07:27 PM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع