إن للطاعةِ بتنوُّعِها وأصنافها لذَّةً يشعر بها مَن مارَسَها وجرَّبها واعتادها؛ لذلك كان مِن دعاء بعض العلماء: (اللهم إني أشعر بلذَّة في طلب العلم، فلا تحرمني الأجر بسبب هذا الشعور)! وكما قال ابن القيم رحمه الله: (إن لقضاء حوائج الناس لذَّةً)، واللذَّة في قضاء حوائج الناس تأتي من عدة نواحٍ: ♦ منها أنك قد قضيتَ حاجة أخيك المسلم، ولم تكلِّف نفسك في كثيرٍ من الأوقات كثيرَ عناء، أو زيادةَ مشقة، أو تكاليفَ مالية. ♦ ومنها رؤية السرورِ على وجه أخيك، وفي أغلب الحالات تُدخِل السرور على عائلةٍ بأكملها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((تبسُّمُك في وجه أخيك صدقة)) فما بالُك بقضاءِ حاجته، والسعي لتفريج كروبه؟ ♦ من اللذَّة التي تشعر بها أن الله تعالى يُحبُّك بالسعي لقضاء حاجة أخيك؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((أحبُّ الأعمالِ إلى الله سرورٌ تُدخِله على مسلم)) وقال أيضًا: ((الخلق كلهم عيالُ الله، وأحبُّهم إلى الله أنفعهم لعياله)) ♦ مِن اللذَّة أنك تستشعر أن هذا المعروف سيَدَّخِره الله تعالى لك ليوم الحاجة الكبرى - يوم القيامة هناك - ستجدُ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرُك: ((مَن فرَّج عن مُسلِمٍ كُربةً في الدُّنيا، فرَّج اللهُ عنه كُربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ)) وما أشدَّ كربات يوم القيامة وما أكثرَها! ♦ ربَّما يكون السَّعيُ في حاجة أخيك أفضلَ مِن بعض العبادات؛ فقد قال ابن عمر رضي الله عنهما: (لأن أمشي في حاجة أخي أحبُّ إليَّ مِن أن أعتكفَ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا) فلذلك نقول: (اللهم لا تحرِمْنا أجرَ السعي لقضاء حوائج خلقك، بسبب لذَّة نشعر بها عند حدوثها) لكم خالص تحياتى وتقديرى الدكتور علـى