خواطر وداع
مع كلّ حب، علينا أن نربّي قلوبنا على توقّع احتمال الفراق، والتأقلم مع فكرة الفراق قبل التأقلم مع واقعه. أشتاق لك وأعلم أنك لن تأتي وأن اللقاء بينا مُحال، وأن الفراق بينا قد طال وطال، فكُل شيء في الكون لا بُد أن يكون إلى الزوال، وها هو مع الأيام قد زال.
إذا ما جاء الفراق يوماً فلا تنى أن تسألني عن رغبتي الأخيرة، ولا تبخل عليّ بإعلان رغبتك الأخيرة لي، فكلِانا مُساق إلى إعدامه، وكِلانا له حق الأُمنية الأخيرة قبل الموت. الفراق هو القاتل الصامت والقاهر المُميت، والجَرح الذي لا يبرأ والداء الحامل لدوائه. لا تكن مثل مالك الحزين، هذا الطائر العجيب الّذي يغنّي أجمل ألحانه وهو ينزف، فلا شيء في الدّنيا يستحقّ من دمك نقطةً واحدة.
|