احترام نبينا محمد عليه اصلاة والسلام

إذا تمكن توقير النبي ï·؛ من قلب المؤمن أثمر ذلك التوقير
ولا شك أعمالا صالحة تظهر على الجوارح والأركان.

فمن ذلك احترام اسمه عند ذكره، فلا يذكره الذاكر إلا بألفاظ التوقير والاحترام والصلاة والتسليم،
كما قال تعالى (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا).

ومن ذلك الحرص على تعلم هديه والتفقه في سنته،
والسعي إلى نشرها بين الخلائق والتفاني في ذلك كما قال عمر بن عبد العزيز :
ياليتني عملت فيكم بكتاب الله وعملتم به فكلما عملت فيكم بسُنَّة وقع مني عضو
حتى يكون آخر شيء منها خروج نفسي.
وقال بعض السلف : وددتُ الخلق اطاعوا الله ولو أن لحمي قُرض بالمقاريض.

ومن وسائل نشر السُنة: تأليف الكتب النافعة وطباعتها ونشرها بين الناس،
وترجمتها إلى اللغات المختلفة، فإن حاجة المسلمين إلى ترجمة السُنة حاجة ماسة شديدة،
ومع ذلك فإننا نرى قلة من يُعنى بها من الدعاة ومن المحسنين، والله المستعان.

ومن مظاهر توقير النبي ï·؛:
الغضب له والغيرة عليه عندما يذكر اسمه بسوء أو يُمس جنابه بأذى،
فإن جنابه أعظم جناب، فمن حام حوله بسوء فهو المجرم الملعون،
وهو الآثم الظالم المهين، لا خير فيه، ولا حق له ولا احترام ولا كرامة
كما قال عز وجل ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا)
فالواجب على أتباع النبي ï·؛ أن يذبوا عنه وأن يدافعوا عن جنابه

وأن يقفوا بكل قوتهم دفاعا عن نبيهم، فما في الدنيا أجل ولا أشرف ولا أعظم حقا منه.
ذكر العالِم المصري الجليل الشيخ أحمد شاكر في كتابه "كلمة الحق"
أن أحد الحُكّام قام بتكريم شاب أعمى فأعطاه جائزة التفوق العلمي،
فأشاد الناس بصنيعه وبالغوا في مديحه وفي الثناء عليه.
قال الشيخ أحمد: وفي يوم الجمعة صلى ذلك الحاكم مع أحد الخطباء
فأشاد الخطيب بالحاكم ومدحه وشكره على إكرام ذلك الطاب الأعمى،
ثم قال كلمة شنيعة، قال "جاءه الأعمى فما عبس ولا تولى" نسأل الله العافية!
إنها كلمة شنيعة جداً، كأنه يقول: إن النبي ï·؛ (عبس وتولى أن جاءه الأعمى)
وهذا الحاكم جاءه الأعمى فما عبس ولا تولى.!!
قال الشيخ أحمد: وكان والدي موجوداً "وهو وكيل الأزهر" فانتفض غضباً،
وقام بعد الصلاة فتكلم في الناس وأنكر صنيع الخطيب إنكارا شديداً.
قال الشيخ أحمد : ولكن الله لم يدعْ لهذا المجرم جرمه في الدنيا ،
فأقسمُ بالله العظيم لقد رأيته بعينيَّ بعد بضع سنين ، وبعد أن كان عالياً منتفخاً ،

مستعزّاً بمَن لاذ بهم من العظماء والكبراء، رأيتُه مهيناً ذليلاً ،
على باب مسجد من مساجد القاهرة ، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار
، نسأل الله عفوه وعافيته

اللهم ارزقنا توقير نبيك ï·؛ وتعظيمه، واتباع سنته والذب عن جنابه الكريم.
اللهم ارزقنا شفاعته وأوردنا حوضه وأكرمنا بجيرته في جنات النعيم