سورة يوسف لطائف قانونية قواعد ومبادئ للتحقيق في الجرائم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين سورة يوسف لطائف قانونية
قواعد ومبادئ للتحقيق في الجرائم
بداية أن سورة يوسف من السور الرائعة في القرآن الكريم
وذلك لما فيها من معاني ودلالات
( تربوية, دعوية, اجتماعية, قانونية, اقتصادية )
إلى حد وصفها الله عز وجل بأنها من أحسن القصص في القران الكريم لقوله تعالى { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْك أَحْسَن الْقَصَص بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْك هَذَا الْقُرْآن
وَإِنْ كُنْت مِنْ قَبْله لَمِنَ الْغَافِلِينَ }
[ يوسف : 3 ]
وذلك لأنها احتوت على جميع فنون القصة وعناصرها من التشويق
وتصوير الأحداث والترابط المنطقي كما يقولون علماء القصص
فعلى سبيل المثال : نجد أن القصة قد بدأت بحلم
أو رؤيا رآه يوسف عليه السلام وانتهت بتحقيق وتفسير ذلك الحلم
ونرى أن قميص يوسف الذي استخدم كدليل لبراءة أخوته
كان هو نفسه الدليل على خيانتهم وهذا القميص استخدم بعد ذلك
كدليل لبراءة يوسف نفسه من تهمة التعدي على امرأة العزيز
ومن ثم استخدم كشفاء لعيون والده يعقوب عليه السلام
كل هذا يبين روعة هذه القصة ومعانيها وأحداثها
أما القارئ وكأنه يراها بالصوت و الصورة ..
والأعجب أن هذه القصة تتضمن بيان قواعد ومبادئ قانونية راقية
يعتمدها المحققون في كل الأزمنة والأمكنة من أجل كشف الجناة
في الجرائم الجنائية في كل العالم المسلمين وغير المسلمين ؟؟
حتى نعرف روعة معاني القران الكريم وبداعته و شموله
لكل نواحي الحياة التي يحتاجها الإنسان ويتبين ذلك من خلال النقاط التالية- :
1- بقع الدم الموجودة في مسرح الجريمة
يعتبر دليلا مهما في كشف الجرائم ومرتكبيها كما بين ذلك قوله تعالى { وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصه بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسكُمْ أَمْرًا
يعتبر سيد الأدلة في كشف الجناة والمجرمين في الجرائم الجنائية
ويتبين ذلك بوضوح من خلال الآيات الآتية [ 5 ]
التي تنص على اعتراف (نسوة المدينة – و امرأة العزيز ) لقوله تعالى { قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ
[ سورة يوسف : آية (18) ] والثانية تمزيق قميص يوسف في قضية جريمة الاعتداء الجنسي من قبل امرأة العزيز { وَاسْتَبَقَا الْبَاب وَقَدَّتْ قَمِيصه مِنْ دُبُر وَأَلْفَيَا سَيِّدهَا لَدَى الْبَاب
[ سورة يوسف : أية (25) ] والثالثة صواع الملك في قضية السرقة { قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ }
[ سورة يوسف : أية (72) ] . و من خلال ما تقدم يتبين لنا براعة وإعجاز القران الكريم
في كل نواحي الحياة وإصلاحها لكل الأزمنة والأمكنة
وبيانها في هذه السورة المباركة
أهم المبادئ الأساسية في التحقيق في الجرائم الجنائية العالمية
علما أن القران الكريم يحتوي على مبادئ قانونية أخرى رائعة
مثل ( البصمة ) ودورها في كشف الجرائم بمختلف أنواعها كما في سورة القيامة { بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ }
[ القيامة : 4 ] لكونها تختلف من إنسان إلى أخر كما اكتشفها العلم الحديث