خطبة قصيرة عن بر الوالدين
الحمد لله الذي أنزل القرآن وأنار به القلوب، وهو أهل الحمد والمدح، والصلاة والسلام على نبينا محمد كلما تعاقب الليل والنهار، أما بعد[8]: أيها الإخوة المسلمون إنَّ كتاب الله وسنة نبيه على الصلاة والسلام أصدق الحديث، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية كانت العبادة مقرونة ببرِّ الوالدين أحياءً وأمواتًا؛ وهذا دليل على علوِّ مكانتهما في الإسلام، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[9]. إخوة الإيمان لقد جاءت الأحكام عن بر الوالدين كثيرة، لكنها تقدِّم الأم دائمًا على الأب لأنَّها تحمل وتلد وتربي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ يوصيكم بأمَّهاتِكُم ثلاثًا، إنَّ اللَّهَ يوصيكم بآبائِكُم، إنَّ اللَّهَ يوصيكم بالأقرَبِ فالأقرَبِ)[10]، وحتى أنَّ برَّها والقيام بشؤونها أهم من صلاة التطوع، وكان عليه الصلاة والسلام يزور قبر أمه. عباد الله إنَّ من ثمرات برِّ الوالدين في الدنيا تفريج الكربات، واستجابة دعاء البارِّ بوالديه، وبرُّهما سبب من أسباب قبول التوبة، وهو أفضل من الجهاد في سبيل الله. عباد الله إنَّ برَّ الوالدين مطلوب من المسلم حتى إن كان والداه مشركين، فكيف عندما يكونا مسلمين، وأستغفر الله العظيم، والحمد لله رب العالمين
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|