حكم تعلُّم السحر
حكم تعلُّم السحر
فتاوى علماء البلد الحرام
السؤال:
ما هو السحر؟ وما حكم تعلُّمِه؟
الجواب:
(السحر) قال العلماء: هو في اللغة: (عبارة عن كل ما لطف وخفي سببه)؛ بحيث يكون له تأثير خفي لا يطلع عليه الناس، وهو بهذا المعنى يشمل التنجيم، والكِهانة، بل إنه يشمل التأثير بالبيان والفصاحة - كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا»[1].
فكل شيء له أثر بطريق خفي فهو من السحر، وأما في الاصطلاح فعرفه بعضهم بأنه: (عزائم ورُقى وعُقَد تؤثر في القلوب والعقول والأبدان فتسلب العقل، وتوجد الحب والبغض فتفرق بين المرء وزوجه وتمرض البدن وتسلب تفكيره)[2].
وتعلم السحر محرم؛ بل هو كفر إذا كانت وسيلته الإشراك بالشياطين - قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اُشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآْخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البَقـَـرَة: 102].
فتعلم هذا النوع من السحر؛ وهو الذي يكون بواسطة الإشراك بالشياطين: كفر، واستعماله أيضًا كفر وظلم وعدوان على الخلق، ولهذا يقتل الساحر: إما ردة وإما حدًّا؛ فإن كان سحره على وجه يكفر به فإنه يقتل ردَّةً وكفرًا، وإن كان سحره لا يصل إلى درجة الكفر فإنه يقتل حدًّا؛ دفعًا لشرِّه وأذاه عن المسلمين.
سماحة الشيخ محمد بن عثيمين - «المجموع الثمين» (ج2 / 130 - 131)
[1] البخاري (5146 ، 5767)، ومسلم (869).
[2] هو بنحوه في: "الكافي" لابن قدامة (4 / 164).
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|