إن من أجل النعم بعد الإيمان
والصحة نعمة الستر،
فمن ألبسه الله ثوب ستره عاش
فى أمان ومات فى أمان وبعث فى أمان
ودخل جنة الله فى أمان، والمرء كى
ينال ستر الله عز وجل، يجب عليه أن
يتقى الله قدر المستطاع، فيتجنب محارمه
ويؤدى فرائضه، وإذا أذنب ذنباً
لاذ إلى الله طالباً منه العفو والمغفرة
والستر وعدم الفضيحة، كما ينبغى
عليه أن يحب الستر له ولإخوانه،
وألا يكون متتبعاً لعورات الناس راغباً
فى معايرتهم أو فضحهم، لأن من لا يستر
عباد الله راغباً فى فضحهم أو معايرتهم بها،
لم يستره رب العباد فيحرمه من جميل نعمة الستر،
ويفضحه بين العباد فى الدنيا
وعلى رءوس الأشهاد - إن لم يتب -
يوم القيامة، فقد جاء فى الحديث:
«يا معشر من آمن بلسانه،
ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين،
ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتّبع عوراتهم
يتّبع الله عورته،
ومن يتّبع الله عورته يفضحه فى بيته».
وستر الله لعبده له أشكال مختلفة
لا تحصى ولا تعد، فهناك ستر فى العبادة
فيرضى منك ربك مع صدق نيتك
وإخلاص قصدك له وحده بالقليل
من الطاعة واليسير من العبادة،
ورغم ذلك حتى يعينك على الزيادة
فى العبادة يريك الله حقيقة عبادتك له بينك
وبينه أنها، وإن عظمت لعظمة الخالق
المعبود وإخلاص المخلوق العابد،
فهى لما يجب عليك تجاه ربك فى عينيك قليلة،
وفى نفس الوقت حتى يسترك بين عباده
وخلقه يريهم يجملك فى عيونهم فيرونك
من بعض مظاهر طاعتك الصادقة
لربك أنك من العباد الزاهدين،
ولولا هذا الستر الجميل من الله الجميل
لما كنت جميلاً فى عيون خلقه.
وهناك الستر فى مجال المعاملات فى حياتك
اليومية فيبارك لك فى القليل من الرزق
فلا يعوزك لأحد من خلقه، ويرزقك
زوجة ترضى منك بالمتاح من عطاء الله
لك فلا تكلفك فوق ما تطيق من الطلبات
والحاجات، وإذا ابتلاك الله ببعض
البلايا خفف عنك فابتلاك ببعض البلايا
اليسيرة التى تطيقها ولا تعجزك،
يعافيك من البلايا العظيمة فيجنبك مشاق
البحث وراء طلب المداواة والمعافاة منها،
كما لا يسلط عليك من يغويك بالحرام
فتزل قدمك بعد ثبوتها أيا كانت صورة
هذا الحرام، سواء كان مالاً أو نساءً
أو غيرهما من الفتن التى تموج بها
حياة الكثيرين منا عافانا الله منهما
ومن كل البلايا التى تهتك الستر.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــــان كريــــم