فنستطيع أن نوجز الجانب الأخلاقي في رَفْع الدعوى أمام القضاء في الأمور الآتية:
1- الصدق في الدعوى المقدمة للقاضي:
يجب على الشخص الذي يقدم دعوى قضائية أن يتقي الله تعالى فيما يكتب، ويكون صادقًا عند تقديم الدعوى للقاضي، ولا يتعمد الكذب؛ لكي يأكل أموال الناس بالباطل؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]؛ قال الإمام ابن كثير رحمهُ اللهُ في تفسيره لهذه الآية: "اصْدُقُوا وَالْزَمُوا الصِّدْقَ، تَكُونُوا مَعَ أَهْلِهِ، وَتَنْجُوَا مِنَ الْمَهَالِكِ، وَيَجْعَل لَكُمْ فَرَجًا مِنْ أُمُورِكُمْ وَمَخْرَجًا"؛ [تفسير القرآن العظيم لابن كثير، ج: 7، ص: 313]، قال الإمام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمهُ اللهُ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا بالله، وبما أمر اللهُ بالإيمان به، قوموا بما يقتضيه الإيمان، وهو القيام بتقوى الله تعالى، باجتناب ما نهى الله عنه والبعد عنه، ﴿ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، الذين أقوالهم صدق، وأعمالهم، وأحوالهم لا تكون إلا صدقًا، خالية مِن الكسل والفتور، سالمة من المقاصد السيئة، مشتملة على الإخلاص والنية الصالحة، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنَّة"؛ [تفسير السعدي، ص: 355].