قصص_ آداب الجلوس
كان الأصحاب يتنافسون في مجلس رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فإذا رأوا من جاءهم مقبلاً ضنّوا بمجلسهم عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأمرهم الله أن يفسح بعضهم لبعض، وقال المقاتلان: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الصفة وفي المكان ضيق وذلك يوم الجمعة وكان (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار فجاء أناس من أهل بدر وفيهم ثابت بن قيس بن شمّاس وقد سبقوا في المجلس فقاموا حيال النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقالوا: السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة الله وبركاته فردّ عليهم النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثمَّ سلّموا على القوم بعد ذلك فردّوا عليهم فقاموا على أرجلهم ينتظرون أن يوسّع لهم، فلم يفسحوا لهم، فشقّ ذلك على النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال لمن حوله من المهاجرين والأنصار من غير أهل بدر: قم يا فلان قم يا فلان بقدر النّفر الّذين كانوا بين يدَيْه من أهل بدر فشقّ ذلك على من أُقِيم من مجلسه وعرف الكراهيّة في وجوههم، وقال المنافقون للمسلمين: ألستم تزعمون أنَّ صاحبكم يعدل بين النّاس فوالله ما عدل على هؤلاء، إنّ قومًا أخذوا مجالسهم وأحبّوا القرب من نبيّهم فأقامهم وأجلس من أبطأ عنهم مقامات فنزلت الآية [113] : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُواْ يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُواْ فَانشُزُواْ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [114] .
وبذلك يكون المولى تعالى قد شرح في هذه الآية المباركة بعضًا من آداب الجلوس لعباده.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|