قصص_الشّعائر الإلهيّة
ينقل عن الإمام الصّادق (عليه السّلام) في شأن الآية الشّريفة: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [101] .
إنَّ آدم (عليه السّلام) صفي الله، عندما هبط من الجنّة هبط في جبل الصّفا، وعندما هبطت حوّاء (عليه السّلام) هبطت في جبل المروة، والصّفا والمروة استقا من اسم آدم وحوّاء (عليهما السّلام).
ويروي أهل الكتاب أنَّ « أساف ونائلة » (صنمان كانا في أطراف الكعبة) إنّما كانا فيما يقال: رجلاً وامرأة، فالرّجل اسمه أساف بن بقاء، والمرأة اسمها نائلة بنت ذئب وقيل كانا من قبيلة جرهم، فزنيا داخل الكعبة فمسخهما الله حجرَيْن، فنصبهما النّاس عند الكعبة وقيل على الصّفا والمروة ليعتبر النّاس بهما ويتعظوا، ثمّ حوّلهما قصي بن كلاب فيما بعد، فجعل أحدهما ملاصقًا للكعبة والآخر بزمزم، ونحر عندهما وأمر النّاس بعبادتهما، ولمّا فتح الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مكّة كسرهما، غير أنّ المسلمين بعد فتح مكّة تركوا السّعي بين الصّفا والمروة، لأنَّه كان من عمل الجاهليّة. ثمّ بعد ذلك نزلت الآية الشّريفة: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [102] بحيث جعلت السّعي من شعائر الله وبذلك خلدت ذكرى أمّ وابنها (هاجر واسماعيل) وجعلت هذه الحادثة التّاريخيّة (قصّة هاجر واسماعيل وخروج ماء زمزم) باقية وحيّة ما بقي الدّهر، بحيث أراد المولى (عزّ وجلّ) أن لا تمحى هذه الخاطرة من الأذهان [103] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|