وقوله- تعالى-: تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ جملة من مبتدأ وخبر، أى: هذا الكتاب منزل عليك- أيها الرسول الكريم- من الله- تعالى- وحده، وليس من عند أحد غيره.
ثم وصف- سبحانه- ذاته بثماني صفات تليق بذاته فقال: الْعَزِيزِ أى: الغالب لكل من سواه، من العز بمعنى القوة والغلبة.
يقال: عزّ فلان يعز- من باب تعب- فهو عزيز، إذا كان معروفا بالقوة والمنعة، ومنه قولهم: أرض عزاز إذا كانت صلبة قوية.
الْعَلِيمِ أى: المطلع على أحوال خلقه دون أن يخفى عليه شيء منها.
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى : تنزيل الكتاب ابتداء والخبر من الله العزيز العليم .
ويجوز أن يكون تنزيل خبرا لمبتدأ محذوف ، أي : هذا تنزيل الكتاب .
ويجوز أن يكون " حم " مبتدأ و " تنزيل " خبره ، والمعنى : أن القرآن أنزله الله وليس منقولا ولا مما يجوز أن يكذب به .