قصص نبويه _ صيحة اليقظة
عندما بعث النّبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالرّسالة، سعى بكل ما أوتي من جهد وقوّة في سبيل إبلاغها للنّاس، واستفاد من جميع الفرص المتاحة أمامه لكي يحقّق هدف السّماء، ونظرًا إلى الأوضاع الّتي كانت سائدة في بداية الدّعوة بحيث لم يكن من السّهل جمع قريش في مجلس واحدٍ من أجل إبلاغهم بالدّعوة المحمّديّة الجديدة، لأنّ الأوضاع لم تكن مناسبة إطلاقًا، فكانت دعوة النّاس إلى التّوحيد وعبادة الله عملاً شاقًّا، حتّى أنّ قريشًا كانت تعيق عمله وتتصدّى له في كلّ المناسبات، فلم تدع أحدًا من النّاس ولا من عبيدها يقترب من محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أو أن يتكلم معه أو يصاحبه، وكانوا يقولون أن محمّدًا رجل ساحر يخدع النّاس ويسحرهم بكلامه.
ذات يوم صعد الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى تلة الصّفا فقال: يا صباحاه (وكانت هذه الصّيحة عادة عند العرب إذا هاجمهم عدوّ على غفلة صاح أحدهم يا صباحاه فتجتمع قريش وتنهض لمواجهته). فأقبلت إليه قريش فقالوا له: ما لك؟ فقال: أرأيتم لو أخبرتكم أنّ العدوّ مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدّقوني؟ قالوا: بلى، قال: فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال: أبو لهب تبًّا لك لهذا دعوتنا جميعًا فأنزل الله تعالى سورة المسد [59] ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾ [60] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|