تأمل قول اللَّهِ تَعَالَى عنِ الجنَّةِ: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾، حتى لا تغرك الأماني، أو يغرك بالله الغرورُ، فتظنَّ أن الجنَّةَ تنال بلا عملٍ، أو أنها رخيصة ينالها البطالون!.
الجنة لا يدخلها إلا أهل التقوى؛ ألم تسمع قولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 63].
وأهل التقوى هم الذين يتنعمون بما في الجنَّةِ كما قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54، 55].
وإياك أن تظن أن التقوى كلمة تقال باللسان، أو أماني يتمناها العباد، إنما التقوى حياة على منهج الله تعالى، يخضع كل شيء فيها لهدي القرآن، وسنة رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فلا تتوهم أُخَيَّ أن التقوى وصف لا ترجمة لها في الواقع، أو قول بلا عمل؛ قِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: أَلَيْسَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِفْتَاحُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: «بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلَّا لَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ، وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ»[2].