فى مواجهة السلبيات واللامبالاة «أنا مالى» .. شعار يرفضه الإسلام
دعا عدد من علماء الدين إلي تعزيز الإيجابية
والمشاركة الجماعية بين أفراد المجتمع
ونبذ السلبية واللامبالاة، مشيرين
إلى أن لذلك دورا مهما فى أمان الأفراد
وحراسة القيم ومقاومة الرذائل بشتى صورها.
وأوضح العلماء أن «الوقوف على الحياد»
و«الأنا مالية»
ثقافة خاطئة تحتاج إلى تصحيح ومراجعة،
لأنها تتنافى مع الرسالة التى اختصت
بها أمة الإسلام لتحقيق خيريتها.
واعتبروا التنشئة الاجتماعية الخاطئة
هى الأساس فى تغليب السلبية على الإيجابية،
داعين المؤسسات التربوية والتعليمية
والإعلامية إلى تضافر جهودها لإعادة
هذا السلوك الإيجابى المهم.
فى البداية يوضح الدكتور نبيل السمالوطى
أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر أن الله عز وجل
خلق الإنسان اجتماعيا بطبعه بمعنى أنه يعيش
فى وسط جماعة مدنية أو مجتمع لتصل إلى دولة،
فالإسلام يحثنا على أن نكون إيجابيين متفاعلين
مع غيرنا نافعين المجتمع الذى نعيش فيه.
ويضيف أن أخلاق المصريين وعاداتهم القديمة
كانت انعكاسا قويا لهذه الإيجابية، ففى الماضى
كنا نرى الشهامة والرجولة والمقصود بها
أفكار إيجابية نافعة للآخرين وللغير وهى لا تقتصر
على الرجال فقط بل تمتد للرجال والنساء
أى القدرة على حماية الآخرين ورد المظالم والدفاع
عن المظلومين بكل الأشكال. وكنا قلما نجد
شخصا يتعرض لفتاة لأن الجميع يعتبرونها أختهم،
وهذا افتقدناه الآن فى شوارعنا فكثيرا
ما نرى لصا يسرق حقيبة امرأة
ولا أحد يلتفت إليه أو شابا (يعاكس)
فتاة ولا أحد يزجره،
وشعار هؤلاء «أنا مالي»!.
ويتابع: قديما كان أبناء المنطقة والحى
والبلدة الواحدة معظمهم يعرفون بعضهم بعضا،
ويتبادلون الزيارات والتواصل، أما الآن
فأصبح الجار لا يعلم شيئا عن جاره الملاصق له،
بل قد تجد الجار الآن فى العمارة الواحدة
لا يعرف اسم جاره بالشقة الملاصقة
أو المجاورة له، رغم أن "سنتيمترات"
فقط تفصل بينهما!
ويستطرد: كثيرا ما نسمع عن حوادث تتم
بشقق الجيران لا نعلم عنها شيئا، لأننى لا أستطيع
أن أميز من بداخل شقة جارى هل هو صاحبها..
أم لص يحاول سرقتها؟ وكم من أشخاص يعيشون
بمفردهم نفاجأ باكتشاف وفاتهم بعد تحلل
جثثهم بأيام طوال، وما ذلك إلا للميول للعزلة
والتباعد الاجتماعى بين أبناء المجتمع،
وإن جمعهم مكان واحد، فأين حق الجار،
أين حق الصديق، أين حق الأهل؟..
كلها حقوق أهملناها!
ويواصل: الإيجابية التى يريدها الإسلام،
معناها أن نكون نافعين بمعنى الكلمة فقد
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(اتق الله حيثما كنت)،
وتقوى الله لا تكون بالصلاة والصوم فقط
بل تكون بالمعاملة الطيبة للآخرين
وأداء حقوقهم، كإغاثة اللهفان،
وعيادة المريض وإعانة الضعيف،
والإحسان إلى الجار، ونصرة المظلوم.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتــور علــى