الثعلب والقط

الثعلب والقط ..؟؟












لاقى القط السيد الثعلب صدفة يوما في غابة ، فقال لنفسه عندما رآه :
الثعلب بارع وغني التجربة في الحياة . شخص عظيم القدر، ويحظى باحترام الجميع لما يملك من حكمة . وفوق ذلك هو كثير اللطف والدماثة .
وما كان من القط إلا أن قال للثعلب :
طاب نهارك يا سيدي العزيز الثعلب ..!!
كيف حالك ..؟؟
آمل أن تكون صحتك في خير حال . كيف تسير الأمور معك في هذه الحياة الغالية علينا ..؟؟
فنظر الثعلب _ وقد طغى على نفسه استعلاء متعجرف متغطرس _ إلى القط من سافله إلى عاليه ومن عاليه إلى سافله متسائلا للحظة مديدة أيرد أم لا يرد على هذا الحيوان المتوقح .
وأخيرا رد قائلا :
قل لي أيها البائس ، يا صاحب الشارب اللحاس ، يا بن الجنس المضحك ، يا بن الجنس المهرج الوسخ السمج ، يا بن الجنس الذي يدفعه جوعه لصيد الفئران ؛ من تظن نفسك ..؟؟ كيف تجسر على سؤالي عن حالي بكل ألفة ودون كلفة ..؟؟
من تظن نفسك يا وجه النحس ؟ ماذا تعرف من المعارف ..؟؟
وكم فنا تحسن من الفنون ..؟؟
ما حيلك ..؟؟
فأجابه القط متواضعا متذللا :
ما عندي سوى حيلة واحدة وحيدة .
فسأله الثعلب :
نعم ..؟؟
وما هي حيلتك ..؟؟
فقال القط :
أستطيع أن أقفز على الشجرة حين تتعقبني الكلاب ..!!
فسأله الثعلب مستخفا مزدريا :
هذا كل ما عندك ..؟؟
ألا لتعلمن من أنا ..!!
أنا سيد المكر الذي يملك مئات الحيل إلى جانب حقيبة محشوة بالخبائث . عجبا ..!!
إنك تثير رأفتي ..!!
تعال معي لأبين لك كيف تهزم الكلاب ..!!
وخلال حديثهما قدم صياد معه أربعة كلاب، فوثب القط رشيقا خفيفا فوق شجرة ولاذ بقمتها وسط الأغصان في جانبها الآخر حيث احتجب بين الورق الكثيف ، وصاح :
افتح حقيبتك أيها السيد الثعلب ..!!
افتح حقيبتك ! هذه لحظة فتحها ..!!
إلا أن الكلاب كانت باغتت الثعلب وضيقت عليه الخناق ، فقال القط ثانية :
يا هذا ..!!
ارتبكت رغم المئات من حيلك ، ولو لم تعرف سوى القفز مثلي لصنت حياتك .. !!