وَ لَم أَشرَب حُمَيّاً أُمِّ دَفرٍ
وَ لازِم بابَهُ قَرعاً عَساهُ
سَيفتَحُ بابَهُ لَكَ إِن قَرَعتا
وَ أَكثِر ذِكرَهُ في الأَرضِ دَأباً
لِتُذكَرَ في السَماءِ إِذا ذَكَرتا
وَ لا تَقُل الصِبا فيهِ مَجالٌ
وَ فَكِّر كَم صَغيرٍ قَد دَفَنتا
وَ قُل لي يا نَصيحُ لَأَنتَ أَولى
بِنُصحِكَ لَو بِعَقلِكَ قَد نَظَرتا
تُقَطِّعُني عَلى التَفريطِ لَوماً
وَ بِالتَفريطِ دَهرَكَ قَد قَطَعتا
وَ في صِغَري تُخَوِّفُني المَنايا
وَ ما تَجري بِبالِكَ حينَ شِختا
وَ كُنتَ مَعَ الصِبا أَهدى سَبيلاً
فَما لَكَ بَعدَ شَيبِكَ قَد نُكِستا
وَ ها أَنا لَم أَخُض بَحرَ الخَطايا
كَما قَد خُضتَهُ حَتّى غَرِقتا
وَ لَم أَشرَب حُمَيّاً أُمِّ دَفرٍ
وَ أَنتَ شَرِبتَها حَتّى سَكِرتا
وَ لَم أَحلُل بِوادٍ فيهِ ظُلمٌ
وَ أَنتَ حَلَلتَ فيهِ وَ اِنهَمَلتا
|