انفصل والديّ وترعرعت أنا وأختي في دار للأيتام ،ولم يكن مكاناً جميلاً لننشأ فيه ،كان جميع الأطفال يرحلون في نهاية المطاف .
في الواقع لم تكن بداية جيدة في الحياة ،وبعض الأطفال المتواجدين هناك كانوا في طريقهم بالفعل إلى حياة الجريمة .
أثناء انتظار الحافلة صبيحة يوم ما ،انخرط الأولاد في الصراخ على إحدى المعلمات عندما مرت بسيارتها من أمامهم ،وقالوا أنهم سيبرحونني ضرباً إن لم أصرخ عليها معهم أيضاً.
في تلك الأيام كانوا لا يزالون يضربونك على يديك بالمسطرة عندما تسيء التصرف ،وكانت هي معلمتي .
تسللت إلى الصف ورأسي مُنكس .سمعتُ إسمي ؛انكمشت على نفسي وأنا في طريقي إلى مكتبها متأكداً أنها ستضربني
بالمسطرة ،لكنها أمسكتني بذراعي وقربتني منها بينما كنت أشُد نفسي إلى الجهة الأخرى .
قالت توقف ،تعال إلى هنا ،كورتْ يدها بلطف حول أذني وتابعت :"يمكنك أن تكون مختلفاً"،صعقتُ ونظرت إلى عينيها لكنها قالت مرة أخرى:
"يمكنك أن تكون مختلفاً،ليس عليك ان تكون مثلهم".
أحدثت كلماتها كل الفرق في حياتي ،لقد كانت لحظة إلهام في عمر مُبكر جداً.
أصبحت ناجحاً في الحياة ولم أشعر أبداً بالحاجة إلى الانخراط في النشاطات التي تضر بشخص آخر ،تمكنت من أكون على سجيتي ،وتمكنت من التعبير عن نفسي ،فالضرب على الجسد كان أقل إيلاماً بكثير من الضربة الروحية التي تلقيتها في ذلك اليوم الذي كنت فيه غير لطيف مع معلمتي ،ومع ذلك جعلتني أعيش حياتي عيشة صالحة بفضل تلك الكلمات القليلة البسيطة :"يمكنك أن تكون مختلفاً".