(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩

الملاحظات

۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ غيمَة الرُوح فِي رِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ".

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-08-2020
دره العشق غير متواجد حالياً
    Female
 
 عضويتي » 1043
 اشراقتي ♡ » Jan 2019
 كُـنتَ هُـنا » 12-28-2022 (01:12 AM)
آبدآعاتي » 136,909
 تقييمآتي » 132047
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » 20سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » » 🌹
تم شكري »  0
شكرت » 0
مَزآجِي  »  1
 
افتراضي وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها




وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها

الحمد لله بمحامِدِه التي حَمِدَ بها نفسَه، وحَمِدَه بها الذين اصطفى من عباده، حمداً طيِّباً مُباركاً فيه كما يُحِبُّ ربُّنا ويرضى، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وبعد:

فإنَّ نِعمَةَ الله تعالى على عباده بِعَدَدِ الأنفاس واللَّحظات، وهي نِعَمٌ ظاهرة وباطنة من جميع الأشياء والأصناف، مما يعرفه العِبادُ ومما لا يعرفونه، قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 32-34]. القرآن يُذكِّرنا بأصول النِّعَم حتى نتفكَّر في بقية النِّعم فنقيس عليها، والنِّعم المذكورة في القرآن هي من قَبيل التمثيل لا الحصر، والآية الكريمة فيها حثٌّ على التفكُّر والتدبُّر في نِعَمِ اللهِ الكثيرة والمتنوعة، التي لا نَستطيع إحصاءَها، ولا نُطِيقُ عدَّ أنواعها، فضلاً عن أفرادها.



عباد الله.. كيف للإنسان أنْ يقوم بِشُكر نِعَمِ الله عليه وهو لا يعرفها؟ فمَنْ أراد أنْ يعرفَ نِعمةَ الله عليه فَلْيُغمضْ عينيه، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم - وهو أتقى الخلق، وأشكرهم لربه - يقول: «لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» رواه مسلم. بل إنَّ ما يدفعه الله تعالى عن عباده من البلاء والنِّقم أكثر من أنْ يُعَدَّ ويُحْصى، ولو ظهَر في جسم الإنسان أدنى خلَلٍ وأيسَر نقص، لَتَكدَّرَتْ عليه حياته، وتمنَّى أنْ يُنْفِقَ الدنيا حتى يَزول عنه ذلك الخَلَل.



قال ابن كثير - رحمه الله - عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ﴾: (يُخبِر تعالى عن عَجْزِ العِباد عن تَعدادِ النِّعم، فضلاً عن القيام بِشُكرها؛ كما قال طَلْقُ بنُ حبيب - رحمه الله -: إنَّ حقَّ الله أثقلُ من أنْ يقوم به العِباد، وإنَّ نِعَمَ اللهِ أكثرُ من أنْ يحصيها العِباد).



وقال الشوكاني - رحمه الله -: (ومعلومٌ أنه لو رَامَ فردٌ من أفراد العِباد أنْ يُحصي ما أنعمَ اللهُ به عليه في خَلْقِ عُضوٍ من أعضائه، أو حاسَّةٍ من حواسِّه، لم يقدر على ذلك قط، ولا أمكنه أصلاً، فكيف بما عدا ذلك من النِّعم، في جميع ما خَلَقَه اللهُ في بدنه، فكيف بما عدا ذلك من النِّعمِ الواصلةِ إليه في كلِّ وقتٍ، على تَنَوُّعِها واختلافِ أجناسِها). وقال أيضاً: (إنَّ كلَّ جزءٍ من أجزاء الإنسان لو ظَهَرَ فيه أدنى خَلَلٍ، وأيسرَ نَقْصٍ لَنَغَّصَ النِّعمَ على الإنسان، وتمنَّى أنْ يُنفِقَ الدنيا لو كانت في مُلكِه حتى يزول عنه ذلك الخَلَل، فهو سبحانه يُدير بَدَنَ هذا الإنسان على الوجه الملائم له، مع أنَّ الإنسانَ لا عِلْمَ له بوجود ذلك، فكيف يُطِيقُ حَصْرَ بعضِ نِعَمِ اللهِ عليه، أو يَقْدِرُ على إحصائها، أو يتمكَّن من شُكْرِ أدناها؟).



الخطبة الثانية

الحمد لله... أيها الكرام.. خُتِمَت الآيةُ السابقة بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ فهذا طبعُ الإنسان، كفورٌ غير شكور، ظلومٌ لنفسه، كفَّارٌ لنِعَمِ الخالق جلَّ وعلا، يجترئ على المعاصي، ويُقصِّر في حقوق الله تعالى، وبمقدار كثرةِ نِعَمِ الله تعالى يكثر كُفْرُ الكافرين بها، فهم يُعرِضون عن عِبادة المُنعِم، ويعبدون ما لا يملك لهم ضَرًّا ولا نَفْعاً، ولا موتاً ولا حياةً ولا نُشوراً، ولا يَشكر نِعَمَ اللهِ تعالى إلاَّ القليل؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13].



إخوتي.. لا نَزال نتقلَّب في نِعَمِ الله وآلائه العظيمة، وهو سبحانه لم يتعبَّدْنا بِشُكْرِ جميع نِعَمِه؛ لِعلمه بعجزِنا وضعفِنا وتقصيرِنا، ولأنه غفور رحيم؛ يَغفر الكثيرَ، ويُجازي على اليسير، فالعبد بين نعمةٍ من الله تحتاج إلى شُكر، وذنبٍ يحتاج فيه إلى استغفار.



وكثرةُ التَّفكرِ في الآلاءِ الله تعالى ونِعَمِه تُورِثُ محبَّةَ اللهِ تعالى؛ لأنَّ القلوب جُبلَت على حُبِّ مَن أنعَم أو أحسَن إليها، وبُغْضِ مَنْ أساءَ إليها، ولا أحد أعظَم إحساناً ونِعَماً من الله تعالى؛ فإنَّ نِعَمَه وإحسانَه على عَبدِه في كلِّ نَفَسٍ ولَحظة.


اللهم إنا نحمَدُك على كلِّ نِعمةٍ أنعمتَ بها علينا، مِمَّا لا يعلمه إلاَّ أنت، ومِمِّا عَلِمناه حَمْداً لا يحيطُ به حَصْرٌ ولا يحصره عَدٌّ، وعَدَدَ ما حَمِدَكَ الحامدون بكلِّ لسانٍ، في كلِّ زمان.



 توقيع : دره العشق

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, تحصوها, تعدوا, نعمة

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
{ وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها } - سمَـا. ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 17 11-26-2024 10:39 PM
من وحي القرآن: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها انثى برائحة الورد ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 25 10-05-2024 02:21 PM
فوائد مستنبطة من قول الله عز وجل: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) رحيل ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 24 10-03-2024 05:19 PM
نعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيل ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ 13 05-20-2023 02:56 PM
وما بكم من نعمة فمن الله رُّوحي بروحهُ ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 14 01-17-2023 12:11 PM


الساعة الآن 05:13 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع