رسالة الأوزاع من موقف الفاروق رضي الله عنه في الهجرة:
أخرج ابن عساكر في تاريخه وابن الأثير في أسد الغابة عن علي رضي الله عنه أنه قال: [ما علمت أن أحداً من المهاجرين هاجر إلا مختفياً، إلا عمر بن الخطاب، فإنه لم هم بالهجرة تقلد سيفه و تنكب قوسه وانتضى في يده أسهماً واختصر عَنزته، ومضى قبل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعاً متمكناً، ثم أتى المقام فصلى متمكناً، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة وقال لهم: شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس - الأنوف -، من أراد أن تثكله أمه و يوتم ولده و يرمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي، قال علي: فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين، علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه] (ابن عساكر في تاريخه 44 /51 - 52 وابن الأثير في أسد الغابة "/152)، ومن هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجب أن يتعلم الرؤوس والأوزاع من الناس همة التحري لقول الحق وقبوله والعمل به وجعله من أهم صور التميز لهذه الطائفة المسئولة بين الخلق، واقصد بهم رؤؤس العائلات والبطون وأولي الحل والعقد من أي مجتمعٍ عليهم التدبر في موقف الفاروق عمر رضي الله عنه لتعلم قول كلمة الحق لوجه الله تعالى وعدم كتمانها لأثرهم في الناس ولأن الحق يعلو ولا يعلى عليه مهما طال زمان الباطل، ولأنهم يملكونها بمكانتهم ولهذه الكلمة تأثيراً عجيباً في قبولها، فإن الناس قد درجوا بفطرتهم على الإصغاء لأصحاب النفوذ.