اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم
لم يكن اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم وتربية أصحابه مقتصراً على العقيدة، بل اتجه كذلك إلى العبادات لأهميتها، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56)، قال ابن كثير: "أي: إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم. وقال علي بن أبي طلحةعن ابن عباس: {إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} أي: إلا ليقروا بعبادتي طوعا أو كرهاً، وهذا اختيار ابن جرير. وقال ابن جريج: إلا ليعرفون. وقال الربيع بن أنس: {إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} أي: إلا للعبادة".
ومن المعلوم أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أسوة لنا في أقواله وأفعاله، وكان صلوات الله وسلامه عليه يعلم أصحابه العبادة تارة بالقول، وتارة بالفعل، وتارة بهما معا، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحج: (خذوا عني مناسككم) رواه مسلم، وقال في الوضوء: (من توضأ نحو وضوئي هذا ..) رواه مسلم، وقال في الصلاة: (صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري، قال المباركفوري: "قوله: (صلوا كما رأيتموني أصلي) أي في مراعاة الشروط والأركان والسنن والآداب".
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|