ترنيمةُ عشق ..

في خلوة على شاطئ البحر حيث لا صوت يعلو فوق صوت الموج ونسيمه العليل نسمة البحر الباردة والجو اللطيف عندما بدأت شمس الصباح تستيقظ من سُباتها وعلت في السماء فاردة أشرعة نورها في الوقت الذي بدأت فيه النجوم تتلاشى وتنطفئ تلوح صفرة رملٍ وزرقة ماء وصفاء جوٍ وإشراق سماء البحر هادئ وبعض أمواجٍ شقية تتلاطم بخفة تُداعب سطحه صبيحة يومٍ ربيعي طقسه جميل .. هي و هو .. أمضيا نهارًا ممتعًا على البحر يغطسان ويسبحان يتلاحقان ويضحكان وكأنهما طفلين مشاكسين شعرت وكأنها أليس في بلاد العجائب أنهكهما التعب استلقيا فوق رمل الشاطئ عيانهما شاخصتين في السماء وفي نفس اللحظة أدارا وجهيهما لبعض أطالا النظر ببعضهما راح يتغزل بعروسه واختلس ابتسامة غنج من شفتيها حتى أصابت تفاصيل العشق تخمة الغرق يقترب من جسدها تهرع بالوقوف لتقول أشعر بالجوع وفي اللحظة التي كانت فيها الشمس تختفي لتغرق في لآلئ البحر حين بدأ يهيج ويثور والأمواج تتجمع مرعبة تُزبد وتُزمجر أمضيا سحابة نهارهما بالتجول هُنا هُناك وجزءً من الليل في التسكع .. رجعا للفندق في وقتٍ متأخر يدخل هو ليغتسل وهي استلقت على السرير تنصت لهدير البحر تنتظره وحين خروجه تقع عينه على ساعة الحائط تدق الثانية بعد منتصف الليل ينظر لعروسه الممدة وقد اسغرقت بالنوم يقترب منها ليحتضن نبضها يهمس في أُذنها عروسي الجميلة نامت وتركتني يضع رأسه على صدرها يستمعُ لدقات قلبها ‏كمن يستمعُ لمعزوفة موسيقيةٍ يُعلن معها استسلامه لنومٍ عميق ..