ستموتين مثلي قهراً

ستموتين مثلي قهراً

الريح تولول كلما جاء طيف الذكريات،
تأخذكِ إليّ كأتربة تزيد جفاف شفاهي..
وتتلاطم على ما شاءت مني..
وانا الجائع إليكِ...
لا أرغب بذرات التراب أن تملأ روحي حفنات منها،
وأعلم أني سأمسي كجائع يعاشر صومه.
حبيبتي...
لستِ وحيدة في تلك المساكن،
فكل بنفسجة غاصت إليكِ،
وكل ورود الأرض نبتت من عينيكِ، لستِ وحيدة...
فأنا لا زلتُ أروي ذاك الثرى بعض من دموع الاشتياق
وكثير من آهات الفراق،
فنبتت غصون الوجع ولامست غيوم السماء.
الأرواح هشة تتكسر،،،
تكسرّها قطرات المطر حينما نرتعش قهراً،،،
تكسرّها الوحدة حينما تصيبنا خيبات الأماني،،،
يكسرّها المستحيل حينما تتقطع الأمعاء شوقاً،،،
وتكسرها آمالنا حينما نراها تتفتت على مقصلة الذكريات.
أي القلوب تحملين أيتها الأرض؟
كيف تسرقين الموت من رحم الحياة ؟!
سأبحث عن أرضٍ أخرى تأويني ...
وسأقاضيك..
وسأدعو عليك باليتم..
وأدعو عليك بنزيفٍ لا يتوقف...
ووجعاً لا حدود له..
وسادعو أن لا تضيء عليك شمس ولا تنير نجوم..
وسأحاصرك في كل موقع وكلما
وجدتك سأدوسك بقدمي وأتقيأ عليك حزني!
يا من قتلتي فرحي،
لا شيء فيكِ يغريني..
سأحاربك بالموت..
سأرحل عن كل هذا البؤس المقيت..
سأرحل عن كل هذه الفجاجة
وسألتقي أحبائي هناك
واتركك وحدك فتموتين كمداً كما متّ.
فاخبريني حينها...
من سيحتملك كما أحتملت؟
من سيوقف نزيفك كما فعلت؟
أيتها الأرض...
ستموتين مثلي قهراً
ستموتين مثلي قهراً