09-04-2019
|
09-04-2019
|
#2
|


يا ذا الكفين لست من عبادكا ... ميلادنا أقدم من ميلادكا
إني حشوت النار في فؤادكا
قال: ثم رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان معه بالمدينة حتى قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال ابن إسحاق: فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب خرج الطفيل مع المسلمين حتى فرغوا من طليحة، ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة ومعه ابنه عمرو بن الطفيل فقال لأصحابه: إني قد رأيت رؤيا فاعبروها لي، رأيت أن رأسي قد حلق وأنه قد خرج من فمي طائر وأن امرأة لقيتني فأدخلتني في فرجها، ورأيت أن ابني يطلبني طلباً حثيثاً ثم رأيته حبس عني. قالوا: خيراً رأيت. قال: أما والله إني قد أولتها. قالوا: وما أولتها؟ قال: أما حلق رأسي فوضعه، وأما الطائر الذي خرج من فمي فروحي، وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر فأغيب فيها، وأما طلب ابني إياي وحبسه عني فإني أراه سيجهد لأن يصيبه من الشهادة ما أصابني. فقتل الطفيل شهيداً باليمامة، وجرح ابنه عمرو جرحاً شديداً ثم قتل عام اليرموك شهيداً في زمن عمر رضي الله عنه.
فوائد من القصة:
قال ابن القيم رحمه الله:
"فيها: أن عادة المسلمين كانت غسل الإسلام قبل دخولهم فيه، وقد صح أمر النبي صلى الله عليه وسلم به. وأصح الأقوال وجوبه على من أجنب في حال كفره ومن لم يجنب.
وفيها: أنه لا ينبغي للعاقل أن يقلد الناس في المدح والذم ولا سيما تقليد من يمدح بهوى ويذم بهوى، فكم حال هذا التقليد بين القلوب وبين الهدى، ولم ينج منه إلا من سبقت له من الله الحسنى.
ومنها: أن المدد إذا لحق بالجيش قبل انقضاء الحرب أسهم لهم.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-04-2019
|
#3
|


ومنها: وقوع كرامات الأولياء وأنها إنما تكون لحاجة في الدين أو لمنفعة للإسلام والمسلمين، فهذه هي الأحوال الرحمانية سببها متابعة الرسول، ونتيجتها إظهار الحق وكسر الباطل، والأحوال الشيطانية ضدها سبباً ونتيجة.
ومنها: التأني والصبر في الدعوة إلى الله، وأن لا يعجل بالعقوبة والدعاء على العصاة.
وأما تعبيره حلق رأسه بوضعه، فهذا لأن حلق الرأس وضع شعره على الأرض وهو لا يدل بمجرده على وضع رأسه، فإنه دال على خلاص من همٍّ أو مرض أو شدة لمن يليق به ذلك، وعلى فقر ونكد وزوال رياسة وجاه لمن لا يليق به ذلك، ولكن في منام الطفيل قرائن اقتضت أنه وضع رأسه، منها: أنه كان في الجهاد ومقاتلة العدو ذي الشوكة والبأس. ومنها: أنه دخل في بطن المرأة التي رآها وهي الأرض التي هي بمنزلة أمه، ورأى أنه قد دخل في الموضع الذي خرج منه، وهذا هو إعادته إلى الأرض، كما قال تعالى: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم} طه : 155، فأول المرأة بالأرض إذ كلاهما محل الوطء، وأول دخوله في فرجها بعوده إليها كما خلق منها، وأول الطائر الذي خرج من فيه بروحه، فإنها كالطائر المحبوس في البدن، فإذا خرجت منه كانت كالطائر الذي فارق حبسه فذهب حيث شاء؛ ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة، وهذا هو الطائر الذي رئي داخلاً في قبر ابن عباس لما دفن وسمع قارئاً يقرأ {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية} الفجر 27. وعلى حسب بياض هذا الطائر وسواده وحسنه وقبحه تكون الروح؛ ولهذا كانت أرواح آل فرعون في صورة طيور سود ترد النار بكرة وعشية.
وأول طلب ابنه له باجتهاده في أن يلحق به في الشهادة، وحبسه عنه هو مدة حياته بين وقعة اليمامة واليرموك. والله أعلم.2
ومن الفوائد:
- أن المسلم منذ أن يعرف هذا الدين يكون داعياً إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وألا يكون عالة على الإسلام والمسلمين، فما أعظم الطفيل -رضي الله عنه- عندما صار داعياً إلى الله من لحظته الأولى.. وإن المؤمن ليتقطع قلبه ألماً وحسرة عندما يرى بعض المسلمين يصدون عن سبيل الله بأفعالهم وأقوالهم، فما أكثر المشوهين للإسلام في الشرق والغرب الذين يمارسون أعمالاً لا تمت إلى الإسلام بصلة، فينقلبون حرباً على الإسلام وأهله.
- الحذر من أهل الباطل الذين يقلبون الحق باطلاً والباطل حقاً، وينفرون الناس عن دين الله، وعن حملة شريعته. ولهذا نجد أن الطفيل -رضي الله عنه- رفض إنذارات قريش وحكَّم عقله الذي وهبه الله إياه، واستمع إلى الحق واهتدى به ودعا إليه. وبعض الناس اليوم يتهرب من الدعاة إلى الله تعالى بسبب ما سمع في الإعلام المروج للشائعات بأن هؤلاء أصوليون ورجعيون، فتراه لا يقترب منهم إلا على حذر، ولو عرف حقيقة دعوتهم لاهتدى إلى الصواب في زمن طغت فيه الماديات والأهواء. والله المستعان.
- أن الله غالب على أمره ولو كره الكافرون والمشركون والمنافقون، وكما أنه نصر دينه في الماضي أيام الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام وفتح له قلوب الناس، فسوف يأتي اليوم الذي يفتح الناس قلوبهم لهذا الدين لينجوا من عذاب الله تعالى في الدنيا والآخرة، وهذا مصداق حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه: (ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الركاب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله، والذئب على غنمه)3. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر)4.
- وجوب هدم الأصنام؛ لأنها تعبد من دون الله تعالى، والذين يتباكون اليوم على هدم التماثيل في بعض البلدان الإسلامية ما هم إلا قوم جاهلون لم يعرفوا حقيقة الإسلام التي أرسل الله محمداً -صلى الله عليه وسلم- لأجلها، فكم هدم -صلى الله عليه وسلم- من صنم حول الكعبة، وكم أمر أصحابه أن يهدموا من أصنام! فهل قال لهم: لا، اتركوها لأصحابها فهذا من حرية العقيدة! هذه الكلمة الجوفاء التي يدندن بها بعض الناس اليوم إنما تخفي وراءها ما تخفي. إن الإسلام هو الإسلام بتوحيده وصفائه ونقائه، ولا مكان للكفر والشرك والوثنية في دياره ما دام مسيطراً عليها، ولا يجوز إبقاء تلك الأوثان تعبد من دون الله تعالى. والقدوة في ذلك إبراهيم عليه السلام الذي كان أمة يمشي على الأرض، فقد هدم أصنام قومه، وما تذرع بكثير من الأسباب الواهية التي يتذرع بها بعض الأئمة المضلين اليوم الذين يتكلمون في شئون الأمة بمصالح وهمية ضررها أكثر من نفعها..
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الداعين إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
1 رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
2 زاد المعاد - (ج 3 / ص 545)
3رواه البخاري.
4رواه أحمد وهو حديث صحيح.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-04-2019
|
#4
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-04-2019
|
#5
|
يعطيك العآفيه..
طرح بقمة الذوووق والرووعه..
تسلم أيدك ع الطرح المميز لاعدمنـآك ,...
بانتظارجديدك بكل شوق
ودي وشذى الورد..
تحياتي.. 
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-05-2019
|
#6
|
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
ننتظر جديدك...
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 09:28 PM
| | | | | |