دعوة الصحابة الناس إلى الله وتضحيتهم
دعوة الصحابة الناس إلى الله وتضحيتهم كانت همَّة الصحابة عاليةً سواءً في طلب العلم أو الجهاد في سبيل الله، مثل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، حيث قال: (وَاللَّهِ لقَدْ أخَذْتُ مِن في رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بضْعًا وسَبْعِينَ سُورَةً، واللَّهِ لقَدْ عَلِمَ أصْحَابُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنِّي مِن أعْلَمِهِمْ بكِتَابِ اللَّهِ، وما أنَا بخَيْرِهِمْ، قَالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ في الحِلَقِ أسْمَعُ ما يقولونَ، فَما سَمِعْتُ رَادًّا يقولُ غيرَ ذلكَ)،[16] كما عُرف أبو هريرة بكثرة روايته للحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكَثرة ملازمته له، وكَثرة حفظه لأحاديث رسول الله، وكان يَحرص دائماً على طلب العلم من رسول الله.[17] ومن الصحابة من كان يتّصفُ بحكمته في الدعوة إلى الله، فقد أسلم على يدِ مصعب بن عمير وعبد الله بن مكتوم -رضي الله عنهم- رؤوساء الأوس والخزرج، كما أنَّ المدينة فُتحت بالقرآن بتمهيدٍ للرسول من الصحابي مُصعب.[4] كان الصحابة أشدُّ الناس حرصاً على بَذلِ كلِّ ما في وُسعهم من أجلِ نقلِ وتعليم الدّعوة والحفاظ عليها، فعَملوا على حراسة الدين و مواجهة أعداء الله والتّصدي لكلِّ من يعتدي أو يَشقُّ وَحدتَهم، كما عَملوا على نشر الدين إلى مَنْ بَعدهم من غير كتمان.[18] وكانوا يُحبّون الرسول حبَّاً شديداً، فيفضّلونه على أهلهم، وذويهم، وأنفسهم، وأموالهم، ومن محبّتهم لرسول الله أنَّهم كانوا يسرعون إلى طاعته، فيقدّمون أرواحهم في سبيل الله، أمثال أنس بن النّضر -رضي الله عنه- الذي أقسم قبل استشهاده بأنَّه يشمّ رائحة الجّنّة حتى استشهد مقبلاً غير مدبر في ذات اليوم، ووُجد فيه ثمانين ضربة، وما هذا إلاّ تضحية وحبّاً لله ورسوله، كما شارك الصحابي الجليل حنظلة -رضي الله عنه- في غزوة أحد، حيث كانت الغزوة في اليوم الذي يَلي يومَ زواجه، فاسُشهد فيها وقدَّم نفسه في سبيل الله حباً لله ورسوله
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|