![]() |
هذا هو القرآن ..
القرآن كتاب دعوة.
ودستور نظام، ومنهج حياة، لا كتاب رواية ولا تسلية ولا تاريخ. والقرآن يصدق في عمومه ما سبقه من الكتب السماوية، فأساس دين الله واحد في جميع الكتب السماوية وجميع الديانات الإلهية. فهو هدى وبشرى للقلوب المؤمنة. إن نصوص القرآن لتسكب في قلب المؤمن من الإيناس، وتفتح له من أبواب المعرفة. = 2 = القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي، ورائدها الناصح، وأنه هو مدرستها التي تلقت فيها دروس حياتها .. وأن الله – سبحانه – كان يربي به الجماعة المسلمة الأولى التي قسم لها إقامة منهجه الرباني في الأرض .. و أنه – تعالى – أراد بهذا القرآن أن يكون هو الرائد الحي الباقي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم لقيادة أجيال هذه الأمة وتربيتها وإعدادها لدور القيادة الراشدة الذي وعدها به. = 3 = إن هذا القرآن ليس مجرد كلام يتلى .. ولكنه دستور شامل .. دستور للتربية، كما أنه دستور للحياة العملية .. ومن ثم فقد تضمن عرض تجارب البشرية بصورة موحية على الجماعة المسلمة التي جاء لينشئها ويربيها .. وتضمن بصفة خاصة تجارب الدعوة الإيمانية في الأرض من لدن آدم عليه السلام وقدمها زادا للأمة المسلمة في جميع أجيالها. تجاربها في الأنفس، وتجاربها في واقع الحياة. كي تكون الأمة المسلمة على بينة من طريقها وهي تتزود لها بذلك الزاد الضخم وذلك الرصيد المتنوع. |
نزل هذا القرآن الكريم على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لينشئ
به أمة، وليقيم به دولة، ولينظم به مجتمعاً، وليربي به ضمائر وأخلاقاً وعقولاً .. وليحدد به روابط ذلك المجتمع، فيما بينه، وروابط تلك الدولة مع سائر الدول، وعلاقات تلك الأمة بشتى الأمم .. وليربط ذلك كله برباط قوي واحد يجمع متفرقه، ويؤلف أجزاءه، ويشدها كلها إلى مصدر واحد وإلى سلطان واحد وإلى جهة واحدة .. وذلك هو الدين. كما هو في حقيقة عند الله، وكما عرفه المسلمون. أيام أن كانوا مسلمين. = 7 = إن هذا القرآن هو معلم هذه الأمة ومرشدها ورائدها وحادي طريقها على طول الطريق. وهو يكشف لها عن حال أعدائها معها، وعن جبلتهم وعن تاريخهم مع هدى الله كله. ولو ظلت هذه الأمة تستشير قرآنها وتسمع توجيهاته، وتقيم قواعده وتشريعاته في حياتها ما استطاع أعداؤها أن ينالوا منها في يوم من الأيام. ولكنها حين نقضت ميثاقها مع ربها، وحين اتخذت القرآن مهجورا – وإن كانت ما تزال تتخذ منه ترانيم مطربة وتعاويذ ورقي وأدعية – أصابها ما أصابها. = 8 = إن هذا القرآن لم يأت لمواجهة موقف تاريخي، إنما جاء منهجاً مطلقاً خارجاً عن قيود الزمان والمكان. منهجاً تتخذه الجماعة المسلمة حيثما كانت في مثل الموقف الذي تنزل فيه هذا القرآن. وهي اليوم في مثل هذا الموقف تماما، وقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا القرآن لينشئ الإسلام في الأرض إنشاء. فليكن اليقين الجازم بحقيقة هذا الدين. والشعور الواضح بحقيقة قدرة الله وقهره. والمفاصلة الحاسمة مع الباطل وأهله .. لتكن هذه عدة الجماعة المسلمة .. والله خير حافظاً و هو أرحم الراحمين. |
فهو كائن حي متحرك.
ونحن نراه في ظل الوقائع يتحرك ويعمل في وسط الجماعة المسلمة، ويواجه حالات واقعة فيدفع هذه ويقر هذه، ويدفع الجماعة المسلمة ويوجهها. فهو في عمل دائب، وفي حركة دائبة .. إنه في ميدان المعركة وفي ميدان الحياة وهو العنصر المحرك الموجه في الميدان. = 5 = هو كتاب هذه الدعوة. هو روحها وباعثها. وهو قوامها وكيانها. وهو حارسها وراعيها. وهو بيانها وترجمانها. وهو دستورها ومنهجها. وهو حادي الطريق وهادي السبيل على توالي القرون. ذلك أنه خطاب الله الأخير لهذا الإنسان في جميع العصور. وهو في النهاية المرجع الذي تستمد منه الدعوة – كما يستمد منه الدعاة – وسائل العمل، ومناهج الحركة ، وزاد الطريق. |
سلمت كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك لقلبك الفرح :100: |
جزاك الله خيرا
جعله في ميزان حسناتك |
,,~
جزاك الله كل خير جعله في ميزان حسناتك ,,~ |
الساعة الآن 03:05 PM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع