منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=65630)

دره العشق 01-07-2020 04:16 PM

الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
 


الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم



في البداية سنتناول ذكر القدوة في القرآن الكريم في الموضعين التاليين:

الأول: حينما أمر الله سبحانه وتعالى رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بمن سبقه من الأنبياء؛ قال الله تعالى: ï´؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ï´¾ [الأنعام: 90].



فالله سبحانه وتعالى وضع "سائر الشرائع؛ لتكون حجة على جميع الأمم التي تنزل فيهم تلك الشريعة، حتى إن المرسلين بها عليهم السلام داخلون تحت أحكامها"[1]. وهذا أمرٌ من الله عز وجل" للرسول صلى الله عليه وسلم، فأمته تبع له فيما يشرعه ويأمرهم به" [2].



الثاني: حينما ذمَّ الله عز وجل -في القرآن الكريم- الكفارَ بسبب تقليدهم لآبائهم دون تدبر وتفكُّر؛ قال الله تعالى: ï´؟ بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ * وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ï´¾ [الزخرف: 22- 23].



فالقدوة لا تخرج عن نوعين: قدوة صالحة، وقدوة سيئة، "أسوة حسنة، وأسوة سيئة، فالأسوة الحسنة في الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإن المتأسي به سالك الطريق الموصل إلى كرامة الله، وهو الصراط المستقيم، وأما الأسوة بغيره، إذا خالفه، فهو الأسوة السيئة" [3].



والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة "يفيضان بنماذج مشرفة ومشرقة يُراد للأمة أن تهتدي بها، وكذلك يعرضان نماذج منحرفة وخاسرة؛ لكي نجتنبها ونعتبر بها" [4].



فقد أخبر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم أن تقليد الآباء والأجداد ليس جديدًا، ولكنها عادة مستحكمه في أهل الباطل، وقد أنكرها الله سبحانه وتعالى عليهم.




دره العشق 01-07-2020 04:17 PM

والقدوة الحسنة: هي "الاقتداء بأهل الخير والفضل، والصلاح في كل ما يتعلَّق بمعالي الأمور وفضائلها"[5].



والقدوة الحسنة "أسوة لأتباعه يقودهم بالفعل والقول، ويتأثرون بعمله الجميل، ولفظه الحسن، فيحذون حَذْوَه" [6].



فالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يقدمان نماذجَ صالحة يُراد للأمة أن تقتدي بها، والأصل في الوحي أنه يعلي دائمًا من قدر الأخلاق الحسنة، ويقدم الأمثلة البشرية الصالحة، وكذا النماذج البشرية الطالحة، بقصد هداية النفوس إلى الاقتداء بالصالحين، وتنفيرها من الطالحين.



ويقدم القرآن الكريم في ميدان الهداية إلى الخير، والتنفير من الشر "نماذج لنفوس بشرية، وإِن في دراستها لعبرة، وفي تدبُّرها عظة، وكم في القرآن الكريم من نماذج لأولياء اللَّه: من النبيين، والحكماء، والصديقين، والربانيين، إنها النماذج الصالحة في معتقداتها، ومسالكها، وأخلاقها في قلوبهم نور، وفي عملهم نور، وفي أقوالهم نور" [7].



دره العشق 01-07-2020 04:18 PM

وتنقسم القدوة الحسنة إلى قسمين:

القسم الأول: القدوة الحسنة المطلقة: وهي التي بلغت منتهى الكمال البشري، وتتمثل في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد طالب القرآن الكريم المسلمين بها؛ قال الله تعالى: ï´؟ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ï´¾ [الأحزاب: 21].



فأمر الله تعالى عباده بالتأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم تأسيًا مطلقًا، عن البراء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ينقل معنا التراب، ولقد وارى التراب بياض بطنه، وكان كثير الشعر، فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة رضي الله عنه، وهو ينقل من التراب يقول: «وَاللهِ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، إِنَّ الْأُلَى قَدْ أَبَوْا عَلَيْنَا، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: إِنَّ الْمَلَا قَدْ أَبَوْا عَلَيْنَا إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا، وَيَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ»[8]. فقد شارك صلى الله عليه وسلم المسلمين في حفر الخندق، ويُثني على الله تعالى، ويشكره على نعمة الهداية، والتوفيق للأعمال الصالحة، ويتضرَّع إلى الله تعالى أن ينصرهم على عدوِّهم، وتشجيعًا للصحابة رضي الله عنهم على مواصلة العمل وترغيبًا لهم في الأجر والثواب من الله تعالى. وقد حضَّ الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين في كل زمان ومكان على التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم.



وعند الحديث عن قصة إبراهيم عليه السلام، حثَّنا القرآن الكريم على التأسي به عليه السلام في كل أمره، وبمن معه؛ قال الله تعالى: ï´؟ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ï´¾ [الممتحنة: 4]، ثم استثنى من ذلك الاستغفار لأبيه، وقد أعاد الكلام في ذكر الأُسوة للتأكيد، وحثًّا للمؤمنين على التأسي بالسابقين في صدق إيمانهم وشدة إخلاصهم؛ قال تعالى: ï´؟ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ï´¾ [الممتحنة: 6].



فالتكرير "لمزيد الحث على التأسي بإبراهيم... فإنه يدل على أنه لا ينبغي لمؤمن أن يترك التأسي بهم" [9].



فقد جعل الله عزَّ وجل الأسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم للإنسانية كلها، ولم يحصرها في وصف أو خلق، أو عمل معين، وما ذلك إلا من أجل أن يشمل الاقتداء كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.



ولقد ورد لفظ الأسوة في القرآن الكريم في المواضع الثلاثة السابقة[10] فقط، وقد أمر الله سبحانه وتعالى الأمة بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الاقتداء مبني على أصلين: "أحدهما: أن هذا جاء به الرسول، والثاني: أن ما جاء به الرسول وجب اتباعه" [11].



فإذا "ثبت الكلام المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ناحية الإسناد ومن ناحية المتن، فإنه لا مفرَّ من اتباعه، وليس للمؤمن أو المؤمنة الخيرة في ذلك" [12].



فجميع "ما تلقَّتْه الأمة عن الرسول صلى الله عليه وسلم حقٌّ لا باطلَ فيه، وهدى لا ضلال فيه، ونور لا ظلمة فيه، وشفاء ونجاة" [13].



والله عز وجل لا يرسل رسولًا إلى قومه إلا بعد اصطفاء واختيار، وهذا الاختيار والاصطفاء موجود في جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام، وهم القدوة الحسنة لأقوامهم في كل أقوالهم وأعمالهم، والسلوك العملي الذي يتمتعون به يمثل واقعًا ملموسًا لدى الناس، وبذلك يكون اتباع الناس لهم من الأمور السهلة اليسيرة لمن وفَّقه الله تعالى، وقدر هدايته.



فاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هو الاهتداء الحقيقي؛ قال الله تعالى: ï´؟ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ï´¾ [الأعراف: 158].



فالدعوة لا بد أن يسبقها إيمان الداعي بما يدعو إليه، ووضوحه في نفسه ويقينه منه، والقرآن الكريم قد حثَّ الفرد والمجتمع على التأسي والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم قولًا وعملًا، "أما المتابعة في القول، فهو أن يمتثل المكلف كلَّ ما يقوله في طرفي الأمر والنهي والترغيب والترهيب، وأما المتابعة في الفعل، فهي عبارة عن الإتيان بمثل ما أتى المتبوع به، سواء كان في طرف الفعل، أو في طرف الترك، فثبت أن لفظ "واتَّبِعُوهُ" يتناول القسمين" [14].



وقَصَصُ القرآن أمثال منصوبة للاعتبار والاقتداء بالصالحين، فالقصص القرآني وسيلة من وسائل التربية وتنمية الأخلاق والقيم، فيستفاد منها بالعظات والعبر من التجارب السابقة، وتوضيح سُبل الخير، والتحذير من طرق الشر، فالقصة القرآنية تمد الفرد والمجتمع بالقيم الأخلاقية الإسلامية الصادقة، وتُسهم بإيجابية في غرس هذه القيم النبيلة في نفوس البشر.


شيخة الزين 01-07-2020 04:56 PM

أَثابَك الْلَّه خَيْر الْثَّوَاب ,,
وَلَا حَرَمَك,,اجْر مَاقَدَّمَت وَاجْر مِن اسْتَفَاد مِنْهَا
دُمْت بِحِفْظ الْلَّه وَتَوْفِيْقِه,,

ضامية الشوق 01-07-2020 06:19 PM

جزاك الله خيرا

الأمير 01-07-2020 06:21 PM

سَلَّمَتْ أناملكِم الذَّهَبِيَّةَ عَلَى الطَّرْحِ الرَّائِعِ الَّذِي
أَنَارَ صَفْحَاتِ مُنْتَدَى روآية عِشْقٌ بِكُلِّ مَاهُوِ جَديدٍ
لُكِمَ مَنِّيُّ أَرَقٍ وَأَجْمَلِ التَّحَايَا عَلَى هَذَا التَّأَلُّقِ وَالْأبْدَاعِ
وَالَّذِي هُوَ حليفكِم دُومَا " أَنَّ شَاءَ اللهُ
https://akhawat.islamway.net/forum/u...1199813295.gif


الساعة الآن 10:53 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع