![]() |
رجاحة عقل الرسول صلى الله عليه وسلم
رجاحة عقل الرسول صلى الله عليه وسلم رجاحة عقل الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم فيلسوفًا ولا أديبًا، ولا مؤلفًا، إنه صانع أمة، ومكون شعب، ونبي مرسل، يحمل ما تنوء الجبال بحمله، وهو رسالة القرآن. فلا يمكن أن نتعامل مع الرسول – في حوارياته – بكونه مفكرًا أو فيلسوفًا، وإنما نتعامل معه بوصفه نبيًا مرسلًا، مربيًا أمة كانت خير أمة أخرجت للناس. وهذا ما يفارق به الرسول صلى الله عليه وسلم الفلاسفة والمفكرين وقادة الشعوب. فالعقل الإنساني يضل ويصيب، مهما توافرت له من معلومات وقيم، أما لو تسلح بالهداية الإلهية، فلا مجال للخطأ ولا سبيل للزيغ. "إنما العقل يدبر ما يحيط به وهو من غير هداية الوحي لا يفكر إلا فيما بين يديه، ولا يخترق الحجب والأستار إلى ما وراء ما لديه، فلا بد من علم الله يمده بعلم القابل وهو عالم الغيب والشهادة". وقد فطن الفقهاء القدامى إلى تميز شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، كما أوجزه القاضي عياض في نعته للرسول: " أما وفور عقله وذكاء لبه، وقوة حواسه، وفصاحة لسانه، واعتدال حركاته، وحسن شمائله فلا مرية أنه كان أعقل الناس وأذكاهم، ومن تأمل تدبيره أمرِ بواطن الخلق وظواهرهم، وسياسة العامة والخاصة مع عجيب شمائله وبديع سيره " . فمثل هذه الشمائل لا تتوافر لشخص عادي، وإنما لشخص مميز ملهم موحى إليه، فدومًا نجد في عباقرة البشر أنهم متميزون في أمور ولديهم قصور في أمور أخرى، أما هذا التكامل الخلقي والجسدي والروحي والعقلي واللساني، فلا يتحقق إلا في شخصية أعدت وربيت بيد الله تعالى. ولنتوقف عند سمة العقل لدى المبعوث صلى الله عليه وسلم يقول القاضي عياض:".. فضلًا عما أفاضه من العلم، وقرره من الشرع، دون تعلم مسبق، ولا ممارسة تقدمت، ولا مطالعة للكتب منه لم يمتر في رجحان عقله، وثقوب فهمه لأول بديهة " . لا نجد فيما سبق تميزًا بشريًا، بل المنة الإلهية، فكيف تأتت هذه القدرات العقلية للرسول وهو الأمي، الذي لم يمتلك قدرة القراءة، حتى يطالع الكتب الدينية السابقة، والمعارف والعلوم والحكمة، فهذا أدل على إلهام الله تعالى لرسوله الكريم. وقد قال وهب بن منبه " قرأت في أحد وسبعين كتابًا فوجدت في جميعها أن النبي صلى الله عليه وسلم أرجح الناس عقلًا، وأفضلهم رأيًا. وفي رواية أخرى: فوجدت في جميعها أن الله لم يعط جميع الناس من بدء الدنيا إلى انقضائها من العقل في جنب عقله (صلى الله عليه وسلم) إلا كحبة رمل من بين رمال الدنيا " . إن هذا الإجماع على التميز العقلي للرسول صلى الله عليه وسلم، يجعل محبتنا للرسول وإيماننا به تشمل التعلق الروحي إلى التأمل والدرس في شخصية خاتم الأنبياء فهي جامعة للكمال البشري في المنظور الفلسفي والنفسي والعقلي، والوحي الرباني. ويضاف إلى هذه السمة، ثقته صلى الله عليه وسلم بالله تعالى، وهي منعكسة على تمسكه بالدعوة إلى أن يهلك دونها، " فقد كان جامعًا للمحبة والثقة كأفضل ما تجتمعان، وكان مشهورًا بصدقه وأمانته كاشتهاره بوسامته وحنانه " . إن هذه السمة تعطي ثباتًا لمن حول الرسول الذين يتعرضون للمحن والتعذيب، وعندما يضاف إليها المحبة لمن حوله من الصحابة الأبرار وكل من يدخل الدعوة جديدًا، تصبح مزيجًا من الثبات والاطمئنان والارتباط في طريق واحد. |
جزااك الله كل خير
وجعله الباري في موازين حسناتك ... |
سلمت يدآك على روعة الطرح وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار .. لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير .. اسأل البآري لك سعآدة دائمة .. ودي وتقديري لسموك |
جزاكي الله خيراً وبارك الله فيكي وجعلها في موازين حسناتكِ وأثابكِ الله الجنه أن شاء الله |
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ... حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك .. احتــــرامي وتــقديري... |
جزاك الله خيرا
|
الساعة الآن 03:33 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع