منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   حكم قول : " حظ طيب " أو " حظ سيء (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=37554)

لَـحًـــنِ ♫ 02-21-2019 01:38 PM

حكم قول : " حظ طيب " أو " حظ سيء
 








حكم قول : " حظ طيب " أو " حظ سيء " .
السؤال:
هل يجوز قول "حظاً طيباً" أو "حظاً سيئاً"؟

الجواب :
الحمد لله
أولا :
الحظ : النصيب من الخير . قال الأزهري رحمه الله :
" قَالَ اللَّيْث : الحظّ : النَّصِيب من الْفضل وَالْخَيْر، وَجمعه حظوظ. وَفُلَان ذُو حَظّ وقِسم من الْفضل "
انتهى من "تهذيب اللغة" (3/ 273) .
وقال ابن فارس رحمه الله :
" الحظُّ: النصيب والجدُّ ، يقال: فلان أحظُّ من فلان ، وهو محظوظ،
قال أبو زيد: رجل حظيظ جديد ، إذا كان ذا حظ من الرزق " انتهى من "مجمل اللغة" (ص 215) .

هذا هو الأصل : أن الحظ يطلق على النصيب من الخير .
وقد يطلق ـ أيضا ـ على مطلق النصيب ، سواء كان من الخير ، أو من الشر ،
وهذا هو الذي عليه إطلاق الناس ، واستعمالهم :

قال الفيروزآبادي رحمه الله :
" الحَظُّ: النَّصيبُ، والجَدُّ، أو : خاصٌّ بالنَّصيب من الخَيرِ والفَضْلِ " .
انتهى من "القاموس المحيط" (ص 695) .
وقال المناوي رحمه الله :
" الحظ: النصيب المقدر " انتهى من "التوقيف" (ص 142) .

وعلى ذلك : فقول الناس : "حظا طيبا" أو "حظا سعيدا" ، أو نحو ذلك ، على وجه الدعاء لمن قيل له ذلك ، وتمني الخير له : لا حرج فيه كما هو ظاهر ، بل هو ممدوح لما فيه من الدعاء بالخير ، وتمنيه للمسلمين .

وليس له أن يدعو بالشر ، أو بالسوء على مسلم ، لما فيه من البغي والعدوان على أخيه .
روى مسلم في صحيحه (2735) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
(لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ) ،
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ:
(قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي ، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ) .
وروى البخاري (13) ، ومسلم (45) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) .

http://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gifhttp://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gifhttp://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gif

ثانيا :
إذا كان قائل ذلك : حظ سعيد ، أو حظ سيئ ، يقوله على وجه الإخبار ،
فما حصل له من الخير : أخبر أنه حظ سعيد ، وما حصل له من الضر أو الشر :
أخبر أنه سيئ ، فهذا أيضا لا يظهر فيه حرج إن شاء الله ، أما في الخير :
فهو واضح ، وهو من التحديث بنعمة الله ، وشكره على ما قسم له وقدر .

وأما في الشر : فالذي يظهر أيضا أنه لا حرج فيه ، إذا كان إخبارا عن الواقع ، بحسب ما يظهر لعلم العبد ، ومن المعلوم بالفطرة والضرورة أن الإنسان قد يصيبه في عيشه ما يسوؤه ، وهذا هو الحظ والنصيب السيئ ، بحسب ما يتعارفه الناس ويقولونه ، بل هو إطلاق جار في النصوص الشرعية أيضا ؛ قال الله تعالى : ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ) الأعراف/188 ، وقال تعالى : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) النمل/62 .

وهذا أيضا هو "السيئة" ، في نحو قوله تعالى :
(وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا
هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا) النساء/78 ،
وقوله تعالى : (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الأعراف/168 ،
ونحو ذلك من الآيات ، وهي كثيرة معروفة .

لكن يشترط في ذلك ألا يكون في كلامه تسخط على قدر الله وما قضاه له ،
أو سوء ظن بالله ، أو نسبة الشر إليه سبحانه ، فالسيئة والشر والضر ،
إنما هو واقع في مخلوقات الله ، ومقدوراته التي تبلغ عباده ،
بحسب نصيب العبد ، وما يناله في ذلك ؛
وأما نفس تقدير الله وتصريفه وتدبيره لأمر عباده :
فكله خير ، ولا ينسب له شر ، ولا سوء ، جل الله تعالى عن كل عيب ونقصان .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (105099) ، ورقم : (130685) .

http://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gifhttp://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gifhttp://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gif

ثالثا :
قد يقول بعض الناس : "حظ طيب " أو : "حظ سيء"
وهو يرى أن شيئا من ذلك قد حصل بدون تقدير الله تعالى ،
أو لارتباطه ببعض الأشياء التي لا علاقة لها بالأحداث .
كما ينسب ذلك أحيانا إلى "النجوم" أو "موافقة بعض الأرقام"
أو "موافقة بعض أيام الأسبوع" ... ونحو ذلك .
فمن قال : إن فلانا حظه طيب أو سيء لمجرد ذلك :
فقوله ممنوع محرم ؛ لأن موافقة ذلك أو مخالفته ،
لم يجعلها الله سببا للخير ولا للشر .

وإلى ذلك المعنى ، تشير فتوى اللجنة الدائمة ، حينما سئلوا :
" نسمع كثيرا أن فلانا حظه حسن، وفلان حظه سيء،
ما مدى كون الإيمان بالحظ جائزا من عدمه‏؟‏" .

فأجابوا : "على الإنسان أن يؤمن بقضاء الله وقدره، فيصبر على الضراء،
ويشكر الله ويحمده على السراء، وعليه أن يؤمن بأن الله قسم الأرزاق بين عباده ،
وفاوت بينهم في آجالهم وأعمالهم، وهم أجنة في بطون أمهاتهم ، ولله الحكمة فيما يقضي ويقدر‏.‏

وعلى كل مسلم أن ينسب ما يصيب الخلق من نعمة وسعة رزق إلى الله سبحانه ،
المتفضل بها والموفق لها، وينسب ما أصابه مما عدا ذلك إلى قضاء الله وقدره ،
وذلك من تحقيق توحيد الربوبية ، ويجب على المسلم البعد عما يقدح في عقيدته وتوحيده ،
فلا ينسب الخير والنعم ، أو حلول المصائب والنقم إلى الحظوظ والطوالع، فإن ذلك لا يجوز‏.‏
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ،
الشيخ صالح الفوزان، الشيخ بكر أبو زيد .
انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة "(26/328) .

http://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gifhttp://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gifhttp://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gif

رابعاً :
على المسلم أن يغلب جانب إحسان الظن بالله تعالى فيما يصيبه من أمره كله ،
فقد يقول : " حظي سيء " في أمر قد يكون له فيه الخير كله ،
فتجنب عبارة " الحظ السيء " أولى بكل حال، وقد قال الله تعالى :
(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
البقرة/216 .

وفي صحيح مسلم (2999) عَنْ صُهَيْبٍ، رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ،
وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ،
وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) .

والله تعالى أعلم .


موقع الإسلام سؤال وجواب


فتاوى ذات صلة

قول الإنسان لأخيه : الله لا يضرك

الأدب مع الله بإضافة الخير إليه ، وإضافة الشر إلى غيره










ضامية الشوق 02-21-2019 02:03 PM

سلمت يمناك
طرح جميل جدا

شيخة رواية 02-21-2019 03:31 PM

أثآبك الله وبآرك فيك
وجزآك خير الجزآء
وجعله في ميزآن حسنآتك

روحي تبيك 02-21-2019 05:45 PM

جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

الوسيم 02-21-2019 06:04 PM

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
وزادك علما
وان شاء الله فى ميزان حسناتك
خالص ودي وتقديري

نهار 02-21-2019 06:13 PM

جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
سررت لتواجدي هنا في موضوعك
لا عدمناك


الساعة الآن 01:55 PM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع