![]() |
داء الحسد
داء الحسد
الحمد لله الذي جعلنا من المسلمين، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله الذي تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد: فإن داء الحسد متى حلَّ في الجسد أهلكه، وإذا دخل في الأعمال الحسنة أكلها، وإذا خالط الأقوال كرَّهها إلى الأسماع. الحاسد ضار بنفسه وغيره، ومفسد لدنياه وأُخراه. مفهوم الحسد: الحسد هو إنكار نعمة الله على الغير مع تمني زوالها. حكم الحسد: الحسد حرام بنص القرآن الكريم، والسنة النبوية. فالحسد شرٌّ؛ لذا طلب الله سبحانه وتعالى من رسوله صلى الله عليه وسلم، بأن يستعيذ ممن أُصيب بمرض الحسد، وهو من صفات الأشرار. قال تعالى: ﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 5]. وجاء النهي عن الحسد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يَبِعْ بعضكم على بَيْعِ بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يخذُله، ولا يكذبه، ولا يحقِره، التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقِرَ أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعِرضه))؛ [رواه مسلم]. أنواع الحسد: الحسد له ثلاثة أنواع: 1- الحسد القولي: هو تمني إزالة نعمة المحسود عن طريق القول؛ فيُفسد سمعته لدى الناس؛ حسدًا من عند نفسه. 2- الحسد الفعلي: هو تمني إزالة نعمة المحسود عن طريق السِّحر أو القتل أو إفساد أمواله. 3- الحسد السكوتي: هو معرفة طُرُقٍ تُسعِد المحسود، فيسكت عنه الحاسد؛ كي لا ينجح المحسود في وظيفته. أسباب الحسد: من أسباب حسد الحاسد للمحسود هو حسد المرء لدينه، أو لصراحته للحق، أو لعلمه، أو لماله، أو لمنصبه، أو لمهنته، أو لجماله، وغيرها من الأسباب التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى. وقد قال الله عز وجل: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 54]. من خطر الحسد: ما دبَّ الحسد في قلب امرئ مسلم إلا أضعف إيمانه، وجعله مبغوضًا ومحتقرًا لدى الناس، وما دخل في أمة إلا شتَّتها، وأذلَّها، وجعلها متخلفة بين الأمم. عقوبة الحسد: يكفي ما ذكره الفقيه أبو الليث السمرقندي؛ قال: "يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود: ١- غمٌّ لا ينقطع. ٢- مصيبة لا يُؤجَر عليها. ٣- مَذمَّة لا يُحمَد عليها. ٤- سخط الرب جل وعلا. ٥- يُغلَق عنه باب التوفيق". علاج الحسد: على الحاسد أن يرضى بما قسم الله بين الناس، ويسأل الله أن يرزقه بما فيه صلاح أمره في دينه ودنياه وأُخراه، فإذا فعل ذلك، فعسى الله أن يشرح صدره، ويوفِّقه إلى سبيل النجاة. وعلى المحسود لزوم الأدعية الواردة في الكتاب والسنة صباحَ مساءَ، ويكتم أمره عن عين الحاسدين. الخاتمة: الحسد داء، ودواؤه الرضا بما قسم الله سبحانه وتعالى لخلقه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصمنا من الحسد، ومن شر الحاسدين؛ إنه حفيظ عليم. |
بارك الله فيك
وفي طرحك القيم جزاك الله خيرا |
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك |
شكرًا على طرحك المُفيد
و لا حرمنا الله من جديدك الرائع و الله يعطيك الف عافيه |
-
جزاك الله خيرًا جعله الله في ميزان حسناتك و شكرًا على طرحك المُفيد :x37: و لا حرمنا الله من جديدك الرائع و الله يعطيك الف عافيه لك :f15: |
بارك الله فيك وفي طرحك الطيب
جعله الله في ميزان حسناتك دمت بحفظ المولى |
الساعة الآن 06:09 PM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع