منتدى رواية عشق - تأملات في نظرية ماسلو نحو تحقيق الذات .

/

تأملات في نظرية ماسلو نحو تحقيق الذات

يُعد هرم ماسلو من أبرز النظريات التي تفسر السلوك الإنساني عبر التاريخ، حيث تَقوم الفرضية على تسلسل هرمي لحاجات يبحث عنها الإنسان في حياته، وتنتهي السلسلة الهرمية بالنتيجة الأبرز، والمُمثلة بتحقيق الذات، حيث يقع تحقيق الذات في قمة الهرم، وفي أسفله 4 حاجات.

ويَعود أصل النظرية أو هرم ماسلو إلى نتيجة علمية عن البحث والسعي نحو تفسير السلوك الإنساني المرتبط بحاجات الناس ورغباتهم، بعيدًا عن نظريات علم النفس التي فسرت الروابط بين الاضطرابات النفسية وسلوك الإنسان فقط، ما دفع ماسلو إلى دراسة الأفراد الأقل تأثرًا بالاضطرابات النفسية.
التسلسل الهرمي للاحتياجات
وضع ماسلو نظريته في تحقيق الذات ضمن تسلسل هرمي للاحتياجات. يمثل التسلسل الهرمي خمس احتياجات مرتبة من الأدنى إلى الأعلى، على النحو الآتي:

الاحتياجات الفسيولوجية:*تشمل ما يحتاجه الإنسان للبقاء على قيد الحياة، مثل الطعام والماء والسكن والدفء والنوم.

احتياجات السلامة:*تتمثل بحاجة الفرد إلى الشعور بالأمان والاستقرار وعدم الخوف.

احتياجات الحب والانتماء:*تكمن بالانتماء الاجتماعي من خلال تطوير العلاقات مع الأصدقاء والعائلة.

احتياجات التقدير:*تعني الشعور بكل من احترام الذات بناءً على إنجازات الفرد وقدراته ومن الاعتراف والاحترام من الآخرين.

احتياجات تحقيق الذات:*الحاجة إلى متابعة وإمكانات الفرد الفريدة.
تحقيق الذات
إن تحقيق الذات هو القدرة على أن يصل الفرد إلى أفضل ما يمكنه الوصول إليه من الناحية الشخصية، ليصبح كل شيء يمكن للمرء أن يصبح. بالطبع، نحن جميعًا نملك قيمًا ورغبات وقدرات مختلفة، نتيجة لذلك، سيظهر تحقيق الذات بشكل مختلف بين الأشخاص المختلفين.

وتُظهر دراسة ماسلو بأن الفرد يُمكنه الوصول إلى احتياجات دون الوصول إلى الأخرى لم تَكن مرتبطةً بها، ومن الأمثلة، إمكانية الوصول إلى تحقيق الذات دون الوصول إلى الانتماء، وكشفت الدراسة في ملخصها بأنه يُمكن للفرد الوصول إلى تحقيق الذات فعلًا دون الوصول إلى كامل الاحتياجات الأخرى، إلا أن الوصول إلى الاحتياجات الأخرى في الهرم التسلسلي يُساعد على الوصول إلى تحقيق الذات بشكل أسهل.

وعلى الرغم من مرور الزمن على إنجاز هرم ماسلو، إلا أن نظريته ستبقى ضمن أبرز النظريات المُحللة للسلوك البشري، ولكن هذا لا يعني وقف مثل هذه الدراسات، حيث لا بدَّ من استغلال العلم للحصول على تفسيرات أكثر لدوافع السلوك الإنساني .