منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   معنى الصمد بين العربية والقرآن الكريم ‏ (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=235886)

اميرة الصمت 07-25-2023 10:01 AM

معنى الصمد بين العربية والقرآن الكريم ‏
 


معنى الصمد بين العربية والقرآن الكريم


جاء في سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 - 4].

نبحر في بداية الأمر في اللغة العربية؛ بحثًا عن مدلولات كلمة (صمد)، فقد جاء في المعاجم العربية: صمد، وصَمَدَه يَصْمِدُه صَمْدًا، وصَمَد إِليه، كلاهما: قَصَدَه.

وصَمَدَ صَمْدَ الأَمْر: قَصَدَ قَصْدَه واعتمده.

وتَصَمَّد له بالعصا: قَصَدَ، وفي هذا إشارة إلى أن المقصود في الشدائد هو الله - تعالى.

وفي حديث معاذ بن الجَمُوح في قتل أَبي جهل: فَصَمَدْتُ له، حتى أَمكنَتني منه غِرَّة؛ أَي: وثَبْتُ له، وقَصَدْته، وانتظرت غفلته.

وفي حديث علي: فَصَمْدًا صَمْدًا، حتى يَتَجلى لكم عمود الحق.

وبيت مُصَمَّد - بالتشديد - أَيْ: مَقْصود.

وتَصَمَّدَ رأْسَه بالعصا: عَمَد لمُعْظَمه.

وصَمَده بالعَصا صَمْدًا، إِذا ضربه بها.

ومن هنا؛ فإن الصَّمَد، الذي هو عَلَم على الله - تعالى - تعني أن الله - تعالى - مقصود في الشدائد، وقضاء الحوائج، ودفع الضر، وجلب الخير، وكلُّ مدلولات الكلمة لُغويًّا ترجعنا إلى هذا المعنى الأساسي، الذي هو اللجوء إلى الرحمن الرحيم.

وجاء في "لسان العرب": صَمَّدَ فلان رأْسه تَصْميدًا: وذلك إِذا لف رأْسه بخرقة، أَو ثوب، أَو مِنْديلٍ، ما خلا العمامةَ، وهي الصِّمادُ.

والصِّمادُ: عِفاصُ القارورة، وقد صَمَدَها يَصْمِدُها، ابن الأَعرابي: الصِّمادُ سِدادُ القارُورة، وقال الليث: الصمادَةُ عِفاص القارورة.

وأَصْمَدَ إِليه الأَمَر: أَسْنَدَه (ومن هنا إذا أردت أن تحل مشاكلك، فأسند أمرك إلى الله تعالى)، والصَّمَد - بالتحريك -: السَّيِّدُ المُطاع الذي لا يُقْضى دونه أَمر، وقيل: الذي يُصْمَدُ إِليه في الحوائج؛ أَي: يُقْصَدُ؛ قال:
أَلاَ بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرَيْ بَنِي أَسَدْ بِعَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ وَبِالسَّيِّدِ الصَّمَدْ
ويروى: بِخَيْرِ بني أَسد، وأَنشد الجوهري:
عَلَوْتُهُ بِحُسَامٍ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ خُذْهَا حُذَيْفُ فَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ
والصّمَد: من صفاته - تعالى وتقدَّس - لأَنه أُصْمِدَتْ إِليه الأُمور، فلم يَقْضِ فيها غيرُه؛ وقيل: هو المُصْمَتُ الذي لا جَوْفَ له، وهذا لا يجوز على الله - عز وجل.

والمُصْمَدُ لغة في المُصْمَت، وهو الذي لا جَوف له، وقيل: الصَّمد الذي لا يَطْعَم، وقيل: الصمد: السيِّد الذي ينتهي إِليه السُّؤدَد، وقيل: الصمد: السيد الذي قد انتهى سُؤدَدُه، قال الأَزهري: أَما الله - تعالى - فلا نهاية لسُؤدَدِه؛ لأَن سُؤدَدَه غير مَحْدود.

وبهذا نقف إلى نتيجة عظيمة، تتمثل في أن أي اسم من أسماء الله - تعالى - يشير إشارة شاملة وكاملة إلى عزة الخالق وقدرته غير المتناهية – سبحانه.

وقيل: الصمد: الدائم الباقي بعد فناء خَلقه، وقيل: هو الذي يُصمَد إِليه الأَمر فلا يُقْضَى دونه، وهو من الرجال الذي ليس فوقه أَحد، وقيل: الصمد: الذي صَمَد إِليه كل شيء؛ أَي: الذي خَلق الأَشياءَ كلها، لا يَسْتَغْني عنه شيء، وكلها دالٌّ على وحدانيته.

وروي عن عمر أَنه قال: أَيها الناس، إِيَّاكم وتَعَلُّمَ الأَنساب والطَّعْن فيها، فوَالذي نفسُ محمد بيده، لو قلت: لا يخرج من هذا الباب إِلا صَمَدٌ، ما خرج إِلا أَقَلُّكم، وقيل: الصَّمَد هو الذي انتهى في سَؤْدَدِه، والذي يُقْصَد في الحوائج، وقال أَبو عمرو: الصمد من الرجال الذي لا يَعْطَشُ ولا يَجوع في الحرب، وأَنشد:
وَسَارِيَةٍ فَوْقَهَا أَسْوَدٌ بِكَفِّ سَبَنْتَى ذَفِيفٍ صَمَدْ
قال: السارية: الجبل المُرْتَفِعُ، الذاهبُ في السماء كأَنه عمود، والأَسود: العَلَم بِكَفِّ رجل جَرِيء، والصمَد: الرَّفَيعُ من كل شيء.

والصَّمْدُ المَكانُ الغليظ المرتفع من الأَرض، لا يبلغ أَن يكون جبلاً، وجمعه أَصْمادٌ وصِماد؛ قال أَبو النجم:
يُغَادِرُ الصَّمْدَ كَظَهْرِ الأَجْزَلِ
والمُصَمَّدُ: الصُّلْب الذي ليس فيه خَوَر.

أَبو خيرة: الصَّمْد والصِّماد: ما دَقَّ من غلظ الجبل وتواضَعَ واطْمأَنَّ ونَبَتَ فيه الشجر.

وقال أَبو عمرو: الصَّمْدُ: الشديد من الأَرض.

بناءٌ مُصْمَدٌ؛ أَي: مُعَلّى، ويقال لما أَشرَفَ من الأَرض الصَّمْدُ، بإِسكان الميم.

ورَوْضاتُ بني عُقَيْل يقال لها الصِّمادُ والربابُ.

والصَّمْدَة والصُّمْدة: صَخْرة راسية في الأَرض، مُسْتَوِيَةٌ بِمَتْنِ الأَرض، وربما ارتفعت شيئًا، قال:
مُخَالِفُ صُمْدَةٍ وَقَرِينُ أُخْرَى تَجُرُّ عَلَيْهِ حَاصِبَهَا الشَّمَالُ
وناقة صَمْدَة وصَمَدة: حُمِلَ عليها قلم تَلْقَحْ؛ الفتح عن كراع.

ويقال: ناقة مِصْمادٌ، وهي الباقية على القُرِّ والجَدْبِ، الدائمةُ الرِّسْلِ؛ ونوقٌ مَصامِدُ ومَصامِيدُ، قال الأَغلب:
بَيْنَ طَرِيِّ سَمَكٍ وَمَالِحِ وَلُقَّحٍ مَصَامِدٍ مَجَالِحِ
والصَّمْدُ: ماء للرباب، وهو في شاكلةٍ في شقِّ ضَرِيَّة الجنوبيِّ.

وفي الختام نصل إلى خلاصة مفادها: أن اللغة العربية بحر لا ساحل له، وأن القرآن الكريم نزل بها لقوله – تعالى -: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2].

نبضها مطيري 07-25-2023 10:02 AM

طرح جميل
يعطيك العافيه

мя Зάмояч 07-25-2023 10:11 AM

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

نور القمر 07-25-2023 04:36 PM


عُطِآءَ مُتوآصِلَ آخُآذِ . .
وفُيضِ آخُرَ مَِن المُعّرفةِ والفُآئِدةَ
شُكرِ مُمَِتِددِ وتُقديِرَ . .

بسمة فجر 07-25-2023 08:07 PM

بارك الله فيك ع موضوعك القيم والمميز
وبانتظار جديدك القادم
ارق التحايا لك

عذوب ..* 07-25-2023 10:14 PM

الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
ننتظر جديدك...


الساعة الآن 06:44 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع