![]() |
ما أحوجنا إلى الفطام: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} بناء العقيدة الصحيحة
﴿ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾
بناء العقيدة الصحيحة إن واقع الدعوة إلى الله يشوبها الآن خلل فادح؛ فقد ارتبطت الدعوة الآن بشخص الداعية وتوجهه في دعوته، فهذا يركز في دعوته على أهل البيت، وأنهم أكثر فهمًا للإسلام من غيرهم، وذاك يتشيع لعليٍّ رضوان الله عليه، والآخر لمن يعتقد أنَّه ولي من أولياء الله،... وتتعدد التوجهات والولاءات لهذا العالم، وهذا الداعية، وهكذا. لذلك تفرق المسلمون الآن فرقًا وطوائفَ ومذاهبَ لارتباط الدعوات بشخص الداعية؛ لذلك جاء التوجيه الرباني من الله للبشرية، وذلك في تدبير الله لحادثة مؤلمة للمسلمين حتى يربيَ المسلمين على قاعدة عقيدية غاية في الأهمية في هذه الآية: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144]. فالآية الكريمة قد تضمنت عتابًا وتوبيخًا لأولئك المسلمين الذين ضعُف يقينهم، وفَتَرت هِمَّتُهم، عندما أرجف الْمُرْجِفون في غزوة أُحُد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قُتِلَ. فهذه الحادثة التي أذهلتهم هذا الذهول، يتخذها القرآن هنا مادة للتوجيه، ومناسبة لتقرير أن البشر إلى فناء، والعقيدة إلى بقاء، ومنهج الله للحياة مستقلٌّ في ذاته عن الذين يحملونه ويؤدونه إلى الناس، من الرسل والدعاة على مدار التاريخ. فالمسلم الذي يحب محمدًا صلى الله عليه وسلم ذلك الحبَّ، مطلوب منه أن يفرق بين شخص محمد صلى الله عليه وسلم، والعقيدة التي أبلغها وتركها للناس من بعده، باقية ممتدة موصولة بالله الحيِّ الذي لا يموت. إن الدعوة أقدم من الداعية، وهي أكبر من الداعية، وأبقى من الداعية، فدعاتها يجيئون ويذهبون، وتبقى هي على الأجيال والقرون، ويبقى أتباعها موصولين بمصدرها، الذي أرسل الرسل وأنزل الكتب، وهو باقٍ سبحانه، يتوجه إليه المؤمنون، في كل تاريخ الإيمان ومواكب المؤمنين. وهذا هو الذي فهِمه الصحابي الجليل النضرُ بن أنس رضي الله عنه، حين وجد أصحابه قد ألقوا سيوفهم ورماحهم، وقالوا له: إن محمدًا قد مات، فقال: "فما تصنعون بالحياة من بعده؟ فقوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله". وكأنما كان الله سبحانه يُعِدُّ المسلمين لتلقي هذه الصدمة الكبرى - حين تقع - وهو سبحانه يعلم أن وقعها عليهم يكاد يتجاوز طاقتهم، فشاء أن يدربهم عليها هذا التدريب، وأن يصِلَهم به هو سبحانه، وبدعوته الباقية، قبل أن يستبدَّ بهم الدَّهَشُ والذُّهُول. ولقد أُصيبوا - حين وقعت بالفعل - بالدهش والذهول، حتى لقد وقف عمر رضي الله عنه شاهرًا سيفه، يهدد به من يقول: إن محمدًا قد مات! ولم يثبت إلا أبو بكر، الموصول القلب بالله، وبقدر الله فيه، الاتصال المباشر الوثيق، وكانت هذه الآية - حين ذكرها وذكَّر بها المدهوشين الذاهلين - هي النداء الإلهي المسموع، فإذا هم يثوبون ويرجعون. وكأنما أراد الله سبحانه بهذه الحادثة، وبهذه الآية، أن يفطِمَ المسلمين عن تعلقهم الشديد بشخص النبي صلى الله عليه وسلم وهو حيٌّ بينهم، وأن يصِلَهم مباشرة بالله، الصلة التي جاء محمد صلى الله عليه وسلم ليدلَّهم عليها، ويربيهم على صدق التوجه والإخلاص لله تعالى وحده دون غيره. وكأنما أراد الله سبحانه أن يأخذ بأيديهم، فيصلها مباشرة بالعُروة الوُثقى؛ العروة التي لم يعقدها محمد صلى الله عليه وسلم، إنما جاء ليعقد بها أيدي البشر، ثم يَدَعَهم عليها ويمضي وهم بها مستمسكون، وكأنما أراد الله سبحانه أن يجعل ارتباط المسلمين بالإسلام مباشرة، وأن يجعل عهدهم مع الله مباشرة، وأن يجعل مسؤوليتهم في هذا العهد أمام الله بلا وسيط؛ حتى يستشعروا تَبِعَتَهم المباشرة. فهل للمسلمين أن يصححوا عقيدتهم، ومسار دعوتهم، ويوحدوا صفوفهم وأمتهم، كما وجههم ربهم في تلك الآية، أو كل فريق بما لديهم فرحون؟ |
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك |
جزاكم الله خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتكم ربي يسعدكم سعادة الدارين مع خالص تقديري واحترامي لمقامكم الرفيع |
جزاك الله كل خير
مودتي |
-
جزاك الله خيرًا جعله الله في ميزان حسناتك و شكرًا على طرحك المُفيد :x37: و لا حرمنا الله من جديدك الرائع و الله يعطيك الف عافيه لك :f15: |
’،
جزاك الله خيرا.. واثابك اجره.. لاحرمنا عطائك :100: |
الساعة الآن 08:39 PM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع