![]() |
فوائد الصلاة
فوائد الصلاة
قال ابنُ القيمِ رحمه الله: وأما فوائدُ الصلاةِ فَكثيرةٌ: أوَّلاً امتثالُ أَوَامِرِ اللهِ وَمُوَافَقَةُ اللهِ مَلائِكَتِهِ وتكفيرُ السيئاتِ وزيادةُ الحسناتِ ورفعةُ الدرجاتِ. ومنها: أنها سَبَبٌ لإجَابَةِ الدُّعَاء وَلِشَفَاعَةِ النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والقُربِ مِنْهُ وَلِكِفَايَةِ الهَمِّ والغَمِّ وَقَضَاءِ الحَوَائِجِ وَسَبَبٌ لِصَلاةِ اللهِ على المُصَلِّي وَصَلاَةُ مَلائِكَتِهِ وَهِيَ زَكَاةٌ لِلْمُصَلِّي وَطُهْرَةٌ لَهٌ وَسَبَبٌ لِلْتَبْشِيرِ بالجَنَّةِ والنَّجَاِة مِنَ النَّارِ وَسَبَبٌ لِرَدِّ النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السلام وَلِتَذْكِيرِ العَبْدِ مَا نَسِيَهُ وَلِطِيبِ المَجْلِسِ وَأْن لا يَعُودُ عَلى أَهْلِهِ حَسْرَةً وَلِنَفْيِ الفَقْرِ والبُخْلِ وَلِلنَّجَاةِ مَنْ نَتَن المَجْلِسِ الذي لا يُذْكَرُ اللهُ فيهِ وَلا رَسولُه وَلِتَمَامِ الكلامِ وَبَرَكَتِهِ وَلِوُفُورِ نُورِ العَبْدِ عَلى الِصراطِ وَلِلْخُرُوجِ مِنَ الجَفَاءِ ولإِبْقَاءِ الثَّنَاءِ الحَسَن لِلْمُصَلى عليه بين السماء والأرض وَلِلَبَرَكَةِ في ذَات المُصَلِّي عُمرهِ وَعَمَلِهِ وَأسباب مَصَالِحِهِ وَلِنَيلِ رَحْمَةِ اللهِ وَلِدَوَامِ مَحَبتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزِيَادَتِهَا وَتَضَاعُفِهَا وَلِمَحَبَّةِ الرسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسَبَبٌ لِحَيَاةِ القَلْبِ وَهِدَايَتِهِ وَسَبَبُ عَرْضِ اسم الْمُصَلِّي على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسببُ لِتَثْبِيتِ الْقَدمَ على الصِّرَاطِ والْجوَاز عَلَيْهِ وَمُتَضَمِّنَةٌ لِذِكْرِ اللهِ وَشَكْرِهِ وَمَعْرِفَةِ إِنْعَامِ اللهِ على عَبِيدِهِ بإرسالِهِ ولأَدَاءِ قَليلٍ مِنْ حَقِّهِ. وهي دعاءٌ مِنْ الْعَبدِ وسؤالُهُ نَوعَان: أحدُهُما: سؤال مَطَالِبِهِ وَمَا يَنْوِيه. والثاني: سؤالهُ أنْ يُثْنِي عَلى حبيبهِ وخليلهِ وَيَزيدَ في تَشْريفِهِ وتكريمِهِ ورفْعِه ذكرَهُ ولا رَيبَ أَنّ الله يُحِبُ ذلكَ وَرَسُولُهُ يُحبُّهُ فالْمُصَلِّي قَدْ صَرَفَ سُؤاله لِما يُحِبُّهُ اللهُ ورَسُولُهُ وآثَر ذلكَ على طَلبِ حَوائجِهِ وَمَحابِّهِ هُو، بَلْ كانَ هَذَا الْمَطْلُوبُ مِن أَحَبِّ الأُمُورِ إِليهِ والْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ فَمَنْ آثرَ اللهَ على غَيرِه آثرَهُ اللهُ عَلى غيرِهِ. وَهَا هُنَا نُكْتَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ عَلَّمَ أُمَّتُهُ دِينَهُ وَمَا جَاءَ بهِ وَدَعَاهُمْ إِليهِ وَصَبر على ذلِكَ وَهِيَ: أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له مِن الأَجْرِ الزَّائِدِ على أَجْرِ أُمّتِهِ مِثْلُ أُجُورِ مِنْ تَبِعَهُ فَالدَّاعِي إِلى سُنَّتِهِ وَدِينِهِ والْمُعَلِّمُ الْخَيْرِ لِلأُمَّةِ إِذَا قَصَدَ تَوْفِيرَ هَذَا الْحَظ لِرَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَرفَهُ إليهِ وَكانَ مَقْصُودَهُ بدُعَاءِ الْخَلقِ إلى اللهِ التقرُّبَ إِليهِ بإرشادِ عبادِهِ وَتَوْفِير أُجُورِ الْمُطِيعِينَ لَهُ على رسولِهِ مَعَ تَوْفِيَتِهِمِ أُجُورَهُمْ كامِلة كَان لَهُ مِنْ الأَجْرِ بدعوته وتَعْلِيمهِ بِحَسَب هذِه النَّيةِ وذلكَ فضلُ اللهِ يؤتيه مَن يشاء. اللَّهُمَّ أَرِنَا الْحَقَّ حَقًا وَارْزُقْنَا إتِّبَاعَه، وَأرِنا الباطل باطلاً وجَنِبْنَا إتِّبَاعَهَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينََ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. شِعْرًا: إلى كَمْ تَمَادَى فِي غُرُورٍ وَغَفْلَةٍ وَكَمْ هَكَذَا نَوْمٌ إلى غَيرِ يَقْظَةِ لَقَدْ ضَاعَ عُمْرٌ سَاعَةٌ مِنه تُشْتَرى بِمِلءِ السَّما وَالأرضِ أيَّةَ ضَيْعَةِ أَتَرْضَى مِنْ العَيْشِ الرَّغِيدِ وَعَيْشَةٍ مَعْ الْمَلأ الأعْلَى بَعِيْشِ البَهِيمَةِ فَبَادُرَّةً بَيْنَ الْمَزَابِلِ أُلْقِيَتْ وَجَوْهَرَةً بِيعَتْ بَأَبْخَسِ قِيمَةِ أَفَانٍ بِبَاقٍ تَشْتَرِيهِ سَفَاهَةً وَسَخَطًا بِرِضْوَانٍ وَنَارًا بِجَنَّةِ أَأَنْتَ صَدِيقٌ أَمْ عَدُوٌ لِنَفْسِهِ فَإِنَّكَ تَرْمِيهَا بِكُلِّ مُصِيبَةِ وَلَوْ فَعَلَ الأَعْدَا بِنَفْسِكَ بَعْضَ مَا فَعَلْتَ لَمَسَّتْهُمْ لَهَا بَعْضُ رَحْمَةِ لَقَدْ بِعْتَهَا هَوْنًا عَلَيْكَ رَخِيصَةً وَكَانَتْ بِهَذَا مِنْكَ غَيْرَ حَقِيقَةِ كَلِفْتَ بِهَا دُنْيَا كَثِيرٍ غُرُورُهَا تُقَابِلُنَا فِي نُصْحِهَا فِي الخَدِيعَةِ عَلَيْكَ بِمَا يُجْدِي عَلَيْكَ مِنْ التُّقَى فَإنَّكَ فِي سَهْوٍ عَظِيمٍ وَغَفْلَةِ تُصَلِّي بَلا قَلْبٍ صَلاةً بِمْثلِهَا يَكُونُ الفَتَى مُسْتَوْجِبًا لِلْعُقُوبَةِ تُخَاطِبُهُ إِيَّاكَ نَعْبُدْ مُقْبِلًا عَلَى غَيرِه فِيهَا لِغَيرِ ضَرُورَةِ وَلَوْ رَدَّ مَن نَاجَاكَ لِلْغَيْرِ طَرْفَةُ تَمَيَّزتَ مِنْ غَيْظٍ عَليهِ وَغَيْرَةِ فَوَيْلَكَ تَدْرِي مَنْ تُنَاجِيهِ مُعْرِضًا وَبَيْنَ يَدِي مَن تَنْحَنِي غَيْرَ مُخْبِتِ أيَّا عَامِلًا لِلنَّارِ جِسْمُكَ لَيَّنٌ فَجَرَّبهُ تَمْرِينًا بَحَرِّ الظَّهِيرَةِ وَدَرِّبْهِ فِي لَسْعِ الزَّنَابِيرِ تَجْتَرِي عَلَى نَهْشِ حَيَّاتٍ هُنَاكَ عَظِيمَةِ فَإنْ كُنْتَ لا تَقْوَى فَوْيْلَكَ مَا الذي دَعَاكَ إلى إسْخَاطِ رَبِّ البَرِيَّةِ تَبَارزه بَالْمُنْكَراتِ عَشِيَّةِ وَتُصْبِحُ في أَثْوَابِ نُسْكٍ وَعِفَةِ نَسِيءُ بِهِ ظنًّا وَتُحْسِنُ تَارَةً عَلَى حَسْبِ مَا يَقْضِي الهَوى بالقَضِيَّةِ فَأَنْتَ عَلَيْهِ أَجْرَى منكَ عَلَى الوَرَى بِمَا فِيكَ مِنْ جَهْلٍ وَخُبْثِ طَويَّةِ تَقُولُ مَعَ العِصْيانِ رَبي غَافِرٌ صَدَقْتَ وَلَكِنْ غَافِرٌ بِالمَشِيئَةِ وَرَبُّكَ رَزَّاقٌ كَمَا هُوَ غَافِرٌ فَلِمْ لا تُصَدِّقْ فِيهمَا بالسَّوِيَّةِ فَكَيْفَ تُرَجِّي العَفْوَ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ وَلَسْتَ تُرجِّي الرِّزْقَ إلا بحِيلَةِ عَلَى أَنَّهُ بالرِّزْق كَفَّلَ نَفْسَهُ وَلَمْ يَتَكَفَّلْ لِلأنَامِ بَجَنَّتِي وَمَا زَلْتَ تَسْعَى بالذي قَدْ كُفِيتَهَ وَتُهْمِلَ ما كُلِفَتَهُ مِنْ وَظِيفَةِ .. إِلَهِي أَجِرْنَا مِنْ عَظِيمِ ذُنُوبِنَا وَلا تُخْزِنَا وانْظُرْ إِلِيْنَا بِرَحْمَةِ وَخُذْ بِنَواصِينَا إِليكَ وَهَبْ لَنَا يَقِينًا يَقينًا كُلَّ شَكٍ وَرِيبَةِ إِلَهِي اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ وَخُذْ بِنَا إلى الحَقِّ نَهْجًا فِي سَواء الطَّريقَةِ وَكُنْ شُغْلَنَا عَنْ كُلِّ شُغْلِ وَهَمَّنَا وَبُغْيتَنَا عن كُلِّ هَمٍّ وَبُغْيَةِ وَصَلَّ صَلاةً لا تَنَاهَى عَلى الذي جَعَلْتَ بِهِ مِسْكًا خِتَامَ النُّبوَّةِ اللَّهُمَّ انْهَجْ بِنَا مَنَاهِجَ الْمُفْلِحِين وأَلْبِسْنَا خِلَعَ الإِيمَانِ والْيَقِينَ وَخُصَّنَا مِنْكَ بالتَّوْفِيقِ الْمُبِين وَوَفِّقْنَا لِقَوْلِ الْحَقِّ وإتَّبَاعِهِ وَخَلَّصْنَا مِنْ الْبَاطِل وابْتِدَاعِهِ وَكَنْ لَنَا مَؤَيِّدًا وَلا تَجْعَلْ لِفَاجِرٍ عَلَيْنَا يَدًا وَاجْعَلْ لَنَا عَيْشًا رَغَدًا وَلا تُشْمِتْ بِنَا عَدوًّا وَلا حَاسِدًا وَارْزُقْنَا عِلْمًا نَافِعًا وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا وَفَهْمًا ذَكِيًّا وَطَبْعًا صَفِيًّا وَشِفًا مِنْ كُلّ دَاءٍ وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِين. |
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك |
جزاكم الله خير الجزاء
ماشاء الله.. لاقوة الا بالله موضوع غاية في الروعة والجمال سلمت يمينك أحترامي https://i.top4top.io/p_2648g3qbc1.gif https://j.top4top.io/p_2677gb0hq1.gif القيصر العاشق البـــــــ مديح آل قطب ـــــــرنس |
يعطيك العافيه عالموضوع وتسلم يمينك
بانتظار جديدك ودي ووردي https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/200 (53).gif |
مواضيع قيمة ومميزة تقدمها
جزيل الشكر على ماقدمت وستقدم ربي يجزاك خيـر الجزااء بارك الله في جهودك والله يعطيك العافية على المجهود كنت هنا،،ايلاف |
جزاك الله خيرا على ماتقدمه من فوائد
قيمة وبــارك الله فيك وفي مجهوداتك الكبيرة .. دمت بحفظ الرحمن |
الساعة الآن 06:33 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع