منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   وقفة مع آية من كتاب الله (2) (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=214596)

غـُـلايےّ 01-12-2023 12:18 PM

وقفة مع آية من كتاب الله (2)
 

وقفة مع آية من كتاب الله (2)



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:

قال - تعالى -: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].


عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنك لأحبُّ إليَّ من نفسي، وإنك لأحبُّ إليَّ من أهلي ومالي، وأحبُّ إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكركَ، فما أصبر حتى آتيكَ فأنظر إليكَ، وإذا ذكرتُ موتي وموتكَ عرفتُ أنَّكَ إذا دخلتَ الجنَّة رُفِعْتَ مع النبيِّين، وأنِّي إذا دخلتُ الجنَّة خشيتُ ألاَّ أراكَ، فلم يرُدَّ عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم – شيئًا؛ حتى نزل جبريل - عليه السلام - بهذه الآية: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ.... ﴾ [1].


وقوله: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ.... ﴾:
قال ابن كثير - رحمه الله -: "أي: مَنْ عمل بما أمره الله ورسوله، وترك ما نهاه الله ورسوله، فإنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يُسْكِنُه دارَ كرامته، ويجعله مرافقًا للأنبياء، ثم لمَنْ بعدهم في الرُّتبة وهم الصدِّيقون، ثم الشهداء، ثم عموم المؤمنين، وهم الصالحون الذين صلحت سرائرهم وعلانيتهم، ثم أثنى الله عليهم بقوله: ﴿ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾[2].


وعن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنه لم يُقْبَضْ نبيٌّ حتى يرى مقعدَه من الجنَّة، ثم يخيَّر))، فلما اشتكى وحضره القَبْضُ، غُشِيَ عليه، فلما أفاق شَخَصَ بصره إلى السماء، ثم قال: ((مع الذين أنعم الله عليهم من النبيِّين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى))، قالت عائشةُ: "فعلِمتُ أنه يخيَّر"[3].


قال ابن حجر: "الرفيق الأعلى: هم المذكورون في سورة النساء، في قوله: ﴿ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم.... ﴾ الآية"[4].


وعن عَمْرو بن مرة الجُهَني قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنَّك رسول الله، وصلَّيْتُ الصلوات الخمس، وأدَّيْتُ الزكاة، وصُمْتُ رمضان وقُمْتُه، فمِمَّنْ أنا؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((من الصدِّيقين والشهداء))[5].


وعن ربيعة بن مالك الأسلمي - رضي الله عنه - قال: كنت أبيتُ عندَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فآتيه بوَضوئه وحاجته، فقال لي: ((سَلْ))، فقلتُ: يا رسول الله، أسألُكَ مرافقتكَ في الجنَّة، فقال: ((أوَغيرُ ذلك؟))، قلتُ: هو ذاكَ، قال: ((فأعِنِّي على نفسِكَ بكثرة السُّجود))[6].


قال ابن كثير: "وأعظم من هذا كلِّه: ما ثبت في "الصحيح" و"المسانيد" وغيرها من طرقٍ متواتِرة، عن جمعٍ من الصحابة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن الرَّجل يحبُّ القومَ ولمَّا يَلْحَقْ بهم، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((المرءُ مع مَنْ أحبَّ))، قال أنس: "فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث"[7] [8].


وعن أبي سعيد الخُدْرِيّ - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن أهل الجنة ليتراءَوْنَ أهل الغُرَفِ من فوقهم، كما تتراءون الكوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغابرَ من الأفق، من المشرق أو المغرب، لتفاضُل ما بينهم))، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء، لا يبلغها غيرهم، قال: ((بلى، والذي نفسي بيده، رجالٌ آمنوا بالله، وصدَّقوا المرسَلين))[9].


والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] معجم الطبراني الصغير (1/26)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/7): رجاله رجال الصحيح إلا عبد الله بن عمران، وهو ثقة وله شاهد من حديث ابن عباس؛ كما في "المجمع" (7/7)، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
قال الشيخ مقبل الوادعي في كتابه "الصحيح المسند من أسباب النزول" (ص70-71): وقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/240) و (8/125)، والواحدي في "أسباب النزول" بهذا السند، وقال الشوكاني: إن المقدسي حسنه، وله شواهد كما في تفسير ابن كثير (1/523) تزيده قوة.
[2] تفسير ابن كثير (1/522).
[3] صحيح البخاري (3/182) برقم (4435)، وصحيح مسلم (4/1893) برقم (2444).
[4] فتح الباري (8/138).
[5] صحيح ابن حبان (5/184) برقم (3429).
[6] صحيح مسلم (1/353) برقم (489).
[7] تفسير ابن كثير (1/523).
[8] صحيح البخاري (4/123) برقم (6169)، وصحيح مسلم (4/2034) برقم (2640).
[9] صحيح البخاري (2/434) برقم (3256)، وصحيح مسلم (4/2177) برقم (2831).

Şøķåŕą 01-13-2023 08:38 AM

_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

رحيل 01-13-2023 10:30 AM

جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك
وانارالله دربك بالايمان
ماننحرم من جديدك المميز
امنياتي لك بدوام التألق والابداع
دمـت بحفظ الله ورعايته

نور القمر 01-13-2023 05:10 PM

لا جديد سوى رائحة التميز
تثور من هنا ومن خلال هذا الطرح
الجميل والمتميز ورقي الذائقه
في استقطاب ما هو جميل ومتميز

نبضها مطيري 01-15-2023 08:46 AM

جزاك الله خير

إِيزآبَيل♡ 01-15-2023 09:50 AM

_









جَزاك الله جنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض
وَ لا حَرمك الأجر يَارب.


الساعة الآن 03:32 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع