حينمــــــا يموت الحب
 

كانت تخاف من شيء اسمه (حب ) , كل تفكيرها كان ينحصر داخل اطار الصداقة والعلاقات الاخوية . رغم ان داخلها كان يمتلئ حبا , يفيض عذوبة ورقّة وتجيد العزف بــ الكلمات لــ تُخرج لحناً يتغنى بهِ العشاق
هناك الكثير من حاول الاقتراب منها والتودد إليهـــــا لــ يكسب قلبها المميز ولكنها كانت ترفض وبــ شدة
خائفة
نعم تخاف من الخيانة التي سمعت عن أُناس يموتون وهم احياء بسببها , تخاف من الاهمال , تخاف من ان تهيم عشقا بــ شخص ويتركها ليذهب الى فتاة اخرى .او ان يُتلاعب بمشاعرها البريئة
لذا رسمت لنفسها محيطا تعيش به وجعلت على قلبها سوراً لكي لا يستطيع اي شخص العبور إليـــــه , اقتنعت بـ ان لا احد يستحق ان يفوز بقلبها ويتوج ملكاً داخله
كانت ترسم صفات لــ فارس احلامها وتخاطبه من خلال ماتكتب , الكثير ظنّ ان لديها حبيباً على ارض الواقع , لان كلماتها لم تكن مجرد كلمات , بل كانت تنبض بالحب
لوحة تنبع منها المشاعر الصادقة والجميلة
اصبح من حولها يتمنون لو كانوا مكان المعشوق المجهول
وبقيتْ على هذه الحالة الى ان بلغت الثانية والعشرون من عمرها , عندها طرق باب قلبها شابا وسيما يمتلك من اللباقة والاسلوب في الكلام مايجعل المقابل يعجب به وبشدة
جاءها من باب الصداقة وشيئا فشيئا اخذها اليـــه رغم انها لم تكن قادرة على تمييز مشاعرها تجاهه حينها ولكن استطاع هذا الساحر ان يأخذ الكثير منها , فقدت كينونتها واصبحت انسانة اخرى لم يعد احد يعرفها
غيّر هذا الحبيب الكثير من الاشياء التي كانت تخاف منها واصبح هو الامان لــ قلبها , استطاع اخراج كل الحب الذي في قلبها واصبحت تعيش لـ هدف واحد وهو ( حبه )
كانت كل امنياتها هي ان تجعله سعيدا يكتفي بها يبادلها الحب بقدر حبها له لـ يصبح هو الرجل الذي كانت تراه في احلامها
تشتاق له كل يوم وكل لحظه وتتمنى ان تحادثه دائما فـ صوته كان يبعث الطمأنينة في قلبها , ورغم كبريائها الذي لا يستطيع احدا الاقتراب منه كسرته من اجله , واعترفت له بـ انها من دونه لاشيء
وكل ماتتمناه منه هو ان يحافظ على حبها له ولا يجرحها او يشعل نار الغيرة في قلبها
وبعد ان امتزجت روحها بروحه واختفت من عالمها لـــ تكون معه , جاءتها صفعة قوية منه لــ توقضها من الحلم الجميل الذي كانت تعيش بهِ , اكتشفت من خلالها بـــــ انه لم يكن الشخص الذي كانت تتمناه
كانت تتمنى ان يكون فارسها محبا ومسؤولا ويفهمها حتى من ان دون ان تنطق بكلمة واحدة وهو عكس ذلك , كل همه كان هو ان يصف لها فلانة وكيف ان فلانة هادئة ومقارنتها بباقي الفتيات
وبعد محاولات كثيرة منها لنسيانه والابتعاد عنه استطاعت الوصول الى قرار لانها ادركت وبعد مدة انهما لن يكونا على توافق ابدا . ابتعدت لــ تشعره ولو للحظه بــ انه خسر قلبا كان يحتويه بكل صدق , كان ملاذه الآمن
قلبا احبه بجنون .. دائم الدعاء له .. تمنت من كل قلبها ان يكون سعيدا وهي تعلم جيدا بـ انه لن يكون مرتاحا ابد من دونها لانه لم يفقد مجرد حبيبة .. بل فقد معها كينونته واحلامه
كانت جوهرة فاز بها هو ولكن بـ اهماله لها لم يستطع الاحتفاظ بها وكل محاولاته لاسترجاعها باءت بالفشل لانها كانت ... ولن تكون بعد ذلك

-














سلمتِ على هكذا إنفراد وَ تميُز
دام حضورك وَ عطائِك اللا محدود
لروحك آكاليل الورد.

_



سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .