![]() |
{ ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك }
في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (22) ﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ ﴾ يقولُ أحدُ العُلماءِ: وأنتَ إذا نظرتَ إلى هذا الكونِ العجيبِ، وما فيهِ من بَدِيعِ الخلقِ، ودَقِيقِ الصُنعِ، وكبيرِ الإحكَامِ، مع العَظمةِ والدِّقةِ والاتساعِ، والتناسقِ والروعةِ والإبداعِ، والتَّجدُّدِ والتَّنوِّعِ والإمتاعِ، ورأيتَ هذه السماءَ الصافِيةِ، بكواكِبِها وأفلاكِها وشموسِها وأقمارِها، ومدَاراتِها ومساراتِها، ورأيتَ هذهِ الأرضَ بنباتاتِها وخيراتِها، ومعادِنِها وكُنوزِها، ورأيتَ عالمَ الحيوانِ وما فيهِ مِن غَرائبِ الهداياتِ والإلهامِ، بلْ لو رأيتَ تركيبَ الإنسانِ وما احْتواهُ مِنْ أجهزةٍ كثيرةٍ مُتنوعِة، كُلٌّ يقومُ بعَملِه بصُورةٍ مُذهِلَة، ورأيتَ عالمَ البحارِ وما فيهِ مِنْ عَجائِبَ وغَرائِبَ، وحِكمٍ وأسرارٍ.. ثُمَّ انتقلتَ بعد ذلك مِنْ الذواتِ والصِفات إلى النَّظرِ في الروابطِ والصِلاتِ، وكيفَ أنَّ كلاً مِنها يَتصِلُ بالآخَرِ اتصَالاً مُحكَماً وثِيقاً، بحيثُ يَتألفُ مِنْ مجمُوعِها وِحدَةٌ كَونِيةٌ مُتكامِلةٌ كُلُّ جُزءٍ مِنها يَخدِمُ الأجزَاءَ الأُخرى ويُكَمِّلُها، كمَا تَتكامَلُ أعضَاءُ الجَسدِ الواحِدِ، لخرجتَ مِنْ ذلك كُلِّهِ مُوقِناً، أنَّ لهذا الكونِ العَجِيبِ خَالِقاً حَكِيماً ومُبدِعاً خَبِيراً، وأنَّ هذا الخالقَ العَظِيم، لا بُدَّ أنْ يَكونَ جَليلاً عَظيماً، فوقَ ما يَتصورُ العقلُ مِنْ العظمةِ والجلال.. وأنَّهُ قَدِيرٌ قَادِرٌ مُقتدِرٌ، فوقَ ما يَفهمُ الإنسانُ من معاني القُدرَة.. وأنَّهُ حَيٌّ قَيومٌ، بأكمَلِ مَعاني الحياةِ وأشملِها، وأنَّهُ عَليمٌ خبيرٌ وسِعَ عِلمُهُ الأشياءَ كُلَّها، وأنَّهُ فوقَ نَوامِيسِ الكونِ وخارج قوانينِهِ، لأنَّهُ هو الذي وَضَعَها، ولأنَّهُ مَوجُودٌ قبلَ وبَعدَ هذهِ المخلوقاتِ ولأنَّهُ خَالِقُهَا ومُوجِدُها، وإذا شاءَ أفنَاهَا كمَا أوجدَها.. وإجمالاً سترى نَفسكَ مملُوءً إيمَاناً بأنَّ صانعَ هذا الكونِ ومُدبِرَهُ مُتصِفٌ بكُلِّ صِفاتِ الكمالِ، ومُنزهٌ عن كُلِّ صِفاتِ النَّقصِ، وسترى هذا الإيمانَ يَشِعُ من أعماقِ وجدَانِك، ويَفِيضُ شُعوراً مِن كُلِّ حَنايا نفسِك: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 190، 191].. اللهم فقِّهنا في الدِّين.. واجعلنا هُداةً مُهتدِين.. _ الشيخ عبدالله محمد الطوالة. |
جزاك الله خير الجزاء :570:
|
سلمت يمينك
ولك احترامي وتقديري |
جزاكى الله خير الجزاء جعل يومكِ نوراً وَسروراً وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا جعلها الله فى ميزان اعمالكِ دام لنا عطائكِ:rose: |
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك |
جزاكم المولى خير الجزاء وجعله في ميزان أعمالك يعطيك العافية |
الساعة الآن 05:37 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع