![]() |
أين دارك غداً ؟؟؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الدنيا دار غرور، والإنسان مبتلى فيها بالشهوات والمعاصي، وقد بين الله للناس في كتابه وسنة نبيه عظيم غرور الدنيا وحذرهم فتنتها، ومن أعظم ما يردع المرء عن الشهوات والمعاصي تذكر القبر وظلماته، وما فيه من الأهوال. القبر كل يوم يناديك القبر أعظم موعظة، ما وقف على القبر واقف إلا تذكر، وما نظر إلى القبر ناظر إلا تفكر. هي الدار التي ستسكنها طال الزمن أو قصر، ثم بعد السكنى الثانية ستخرج من تلك الدار يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ [المعارج:43-44]. لاحظ الفرق حين تغادر فراشك في سفر أو في رحلة قريبة، كيف يصيبك الأرق؟ والهم والغم: فارقت موضع مرقدي يوماً ففارقني السكون القبر أول ليلة بالله قل لي ما يكون أنت الآن تسكن القصر الفسيح وتقطن الدار الرحيبة، وغداً ستكون في مكان آخر طال الزمان أو قصر: لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها فإن بناها بخير طاب مسكنه إن بناها بشر خاب بانيها إن المنادي كل يوم ينادي: يا ساكن القبر غداً ما الذي غرك من الدنيا؟! أين دارك الفيحاء؟ أين رقاق ثيابك؟ ليت شعري! كيف ستصبر على خشونة الثرى؟ وبأي خديك يبدأ البلى؟ والموت فاذكره وما وراءه فما لأحد عنه براءه وإنه للفيصل الذي به يعرف ما للعبد عند ربه والقبر روضة من الجنان أو حفرة من حفر النيران إن يك خيراً فالذي من بعده أفضل عند ربنا لعبده أو يك شراً فالذي بعد أشد ويل لعبد عن سبيل الله صد دخل أحد العباد وهو كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز بعد توليه الخلافة فجعل ينظر في وجهه فإذا هو وجه شاحب وبدن ناحل، كأن جبال الدنيا قد تساقطت عليه، فقال يا عمر ! ما الذي دهاك؟! يا عمر ما الذي أصابك؟! والله لقد رأيتك أجمل فتيان قريش، تلبس اللين وتجلس على الوثير، لين العيش نظر البشرة، والله يا عمر ! لو دخلت عليك في غير هذا المكان ما عرفتك! فتنهد عمر باكياً وقال: أما إنك لو رأيتني بعد ثلاث ليال من دفني وقد سقطت العينان، وانخسفت الوجنتان، وعاثت في الجوف الديدان، وتغير الخدان؛ لكنت لحالي من حالي أشد إنكاراً وعجباً. ثم بكى عمر وبكى الناس حتى ضج مجلسه بالبكاء. بكى عمر من حاله في القبر، ونحن على ماذا نبكي؟! بكى عمر بن عبد العزيز من حاله في القبر ونحن على ماذا نبكي؟! ضعوا خدي على الترب ضعوه ومن عفر التراب فوسدوه وشـقوا عـنـه أكفاناً رقاقاً وفي الرمس البعيد فغيبوه فلو أبصرتموه إذا تقضت صبيحة ثالث أنكرتموه وقد سالت نواظر مقلتيه على وجناته وانفض فوه وناداه البلى هذا فلان هلموا فانظروا هل تعرفوه حبيبكم وجاركم المفدى تقادم عهده فنسيتموه هل سمعت عن القبر وضمته؟! عند النسائي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هذا الذي تحرك له عرش الرحمن، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه) يعني سعد بن معاذ . وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: (إن للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ). سعد وما أدراك ما سعد ؟ سعد الذي اهتز له عرش الرحمن عند وفاته! سعد الذي شيعه سبعون ألف ملك لم ينزلوا إلى الأرض قط! سعد الذي فتحت له أبواب السماء! سعد سيد الأوس والخزرج! سعد الذي مناديله في الجنة خير من الدنيا وما فيها! هذا حال سعد فكيف يكون حالي وحالك؟ ( لقد ضم ضمة ثم فرج عنه ). سبحانك! يا من ذللت بالموت رقاب الجبابرة، سبحانك يا من أنهيت بالموت آمال القياصرة، فنقلتهم بالموت من القصور إلى القبور، ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود، ومن ملاعبة النساء والجواري والغلمان إلى مقاساة الديدان والهوام، ومن التنعم بأنواع الطعام والشراب إلى التمرغ في أنواع الوحل والتراب. وقف علي رضي الله عنه على القبور فنادى أصحابها: أتخبرونا أخباركم؟ أم نخبركم أخبارنا؟ أما أخبارنا فإن الأموال قد اقتسمت، والنساء تزوجت، والمساكن قد سكنت، القبر كل يوم يناديك: يا ابن آدم! تمشي في جماعة على الأرض وسوف تقع وحيداً في بطني يا ابن آدم ! تفرح وتمرح على ظهري وسوف تبكي في بطني. يا ابن آدم ! تأكل أموال الربا والحرام واليتامى على ظهري، وسوف يأكلك الدود في بطني. يا ابن آدم ! تنظر إلى الحرام بعينيك وسترى ما ينتظرك في بطني. يا ابن آدم ! تسمع الحرام بأذنيك وستسمع الأهوال في بطني. يا ساهياً يا غافلاً! سيحملك أهلك وأخلاؤك إلى تلك الحفرة، سيتبعك مالك وولدك وعملك، سيرجع الكل وسيبقى العمل. ستتزوج الزوجة من بعدك، وسيتقاسم الأولاد أموالك. وأنت.. وأنت ينادى عليك: رجعوا وتركوك، وفي التراب وضعوك، وللحساب عرضوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبق لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت. كأني بك تنحط إلى اللحد وتنغط وقد أسلمك الرهط إلى أضيق من سم هناك الجسم ممدود ليستأكله الدود إلى أن ينخر العود ويمسي العظم قد رم مر رجل على قصر من القصور قد اجتمع عليه ملأ من الناس، فقال: ما الخبر؟ قالوا: إن الأمير قد بنى هذا القصر وجمع الناس، فقال لهم: من قال لي: أن في هذا القصر عيباً أعطيته ما شاء. قال الرجل قبل أن يدخل القصر فيه عيبان: أنه سيفنى القصر وسيفنى صاحبه: عش ما بدا لك سالماً في ظل شاهقة القصور يغدى عليك بما اشتهيـ ت من الرواح إلى البكور فإذا النفوس تقعقعت في ضيق حشرجة الصدور فهناك تعلم موقناً ما كنت إلا في غرور قال سفيان : من أكثر من ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة، ومن غفل عن ذكره وجده حفرة من حفر النار. قيل لبعض الزهاد: ما أبلغ العظات؟ قال: النظر إلى محلات الأموات. وسأل رجل أحمد : ما يرق قلبي؟ قال: ادخل المقبرة. قال آخر: ما اشتقت إلى البكاء إلا خرجت إلى المقابر. وما أعظم قول الصادق المصدوق في موعظة بليغة موجزة: (ألا إني قد نهيتكم عن زيارة القبر، ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة). ما أحوجنا أن نخلو آحاداً آحاداً في ذلك المكان، اخلع النعال وسر بين القبور ففيها الأغنياء والفقراء والصغار والكبار سواء. فإن في زيارتها حياة للقلوب الغافلة، إن في زيارتها تذكيراً للغافل والناسي والساهي، والقبر لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ولا يعرف غنياً ولا فقيراً. الكل في ذلك المكان مرتهن بالعمل الذي عمله وبالعمل الذي قدمه. |
جزاك الفرودس لهذا التذكير غاليتي نشرتي وجلبتي حروف تملائها السكينه لاان درر ولؤلؤ تطوق جيدها |
جزاك الله خير
|
طررح يفوق آلجمآل ,
كعآدتك إبدآع في صفحآتك , يعطيك آلعآفيـه يَ رب , وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض , لقلبك السعآده والفـرح .. ودي |
اللهم احسن لنا الخاتمه يارب
جزاك الله خير وجعله فى ميزان حسناتك وانار دربك بالايمان وطاعة الرحمن دمتي بحفظ الرحمن |
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب وأنار الله قلبك بنورالإيمان أحترآمي لــ/سموك |
الساعة الآن 06:40 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع