منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   تفسير قوله تعالى: ( ألم يجدك يتيمًا فآوى ) (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=17220)

أبو علياء 06-28-2018 12:19 AM

تفسير قوله تعالى: ( ألم يجدك يتيمًا فآوى )
 















تفسير قوله تعالى: ( ألم يجدك يتيمًا فآوى )


السؤال : عندى سؤال بخصوص قول الله تعالى : ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ) ، أرجو منكم المعذرة لجهلى ، فأنا لست فقيها فى اللغة العربية ، ولكن يحيرنى قليلا مصطلح ( يجدك ) ، بناء عن فهمى لمعنى الكلمة ، من وجد الشئ على حال معين ليس هو من سبب هذا الحال ، فكلمة يجدك فيها من التفاجؤ بالشئ ، مثال ( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ) وجد القوم فى فهمى معناها أنه لم يكن يعلم من قبل بوجودهم فى هذا المكان فهو تفاجئ بالعثور عليهم ، لكن الله سبحانه وتعالى هو من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم يتيما ، وكان على علم بحاله ، فكيف يفسر لفظ ( وجدك) فى هذه الحالة ؟


الجواب :
الحمد لله
لا شك أن الأمر ، على ما ذكرت : أننا نحتاج إلى معرفة لغات العرب ومعانيها ، وأساليبها في بيانها ، ومعاني مفرداتها، وهذا من أعظم الأسباب المعينة على تدبر كتاب الله ، ومعرفة معانيه.
وبعد ، فإن الفعل (وجد) يأتي في القرآن على معان، يجمعها: تحصل شيء ذي بال ، في حوزة كانت خالية منه .
1- فقد يأتي بمعنى تحصل الشيء دون معرفة مسبقة، وهو ما وصفته (بالمفاجأة)، ومنه في القرآن: (قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ) [يوسف: 75] ، (وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا) [آل عمران: 37] ، (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا) [الكهف: 65] ، (فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [النساء: 89] وفي كل هذه (وجد) فعل تام معناه إصابة ذات الشيء أي العثور عليه في الحيز.
2- وفي آيات أخرى تكون بمعنى العلم (وجود الشيء على صفَةٍ ، أو حال ، أي العلم بوجودها فيه) ؛ مثل قوله تعالى : (ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ) [النساء: 65] ، وقوله سبحانه : (قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا) [الكهف: 69]. وكثير غيرهما يتيسر تمييزها من الأولى.
انظر: المعجم الاشتقاقي المؤصل، د. جبل: (1/ 286).
وهذا المعنى – أي العلم – هو المراد في عامة ما ينسب إلى الله تعالى ، في مثل هذه السياقات.
قال الراغب الأصفهاني رحمه الله : " وما يُنسب إلى الله تعالى ، من الوجود : فبمعنى العلم المجرد .." انتهى، من "المفردات" (512) .

ثانيًا:
الفعل (وجد) في الآية المذكورة من سورة الضحى : هو من الوجود الذي بمعنى العلم .
والمعنى: ألم تكن يتيما، وانظر: الكشاف، للزمخشري: (4/ 767)، وتفسير الرازي: (31/ 196).
قال ابن جزي رحمه الله: " ووجد في هذه المواضع تتعدى إلى مفعولين، وهي بمعنى علم "، التسهيل: (2/ 490).
والحكمة من ذلك التذكير : تعداد نعم الله على نبيه ، وتقوية قلبه بصنع الله له ، ولطفه به ، وحياطته له ، وأنه ناصره ، ومعينه ، ومعليه ومظهره على أعدائه ، وكابت عدوه ، ومخزيهم ، وتلك عادته فيه ، وفيهم .
قال ابن كثير رحمه الله : " ثم قال تعالى يعدد نعمه عل عبده ورسوله محمد، صلوات الله وسلامه عليه: (ألم يجدك يتيما فآوى) : وذلك أن أباه توفي وهو حمل في بطن أمه، وقيل: بعد أن ولد، عليه السلام، ثم توفيت أمه آمنة بنت وهب وله من العمر ست سنين. ثم كان في كفالة جده عبد المطلب، إلى أن توفي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمه أبو طالب. ثم لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقره، ويكف عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنة من عمره، هذا وأبو طالب على دين قومه من عبادة الأوثان، وكل ذلك بقدر الله وحسن تدبيره، إلى أن توفي أبو طالب قبل الهجرة بقليل، فأقدم عليه سفهاء قريش وجهالهم، فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى الله سنته على الوجه الأتم والأكمل. فلما وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، رضي الله عنهم أجمعين، وكل هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به "، التفسير: (8/ 426).
والله أعلم .











طلال 06-28-2018 01:52 AM

جزاك الله خير

يعطيك العافيه

غـُـلايےّ 06-28-2018 03:47 AM

طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

إيلين 06-29-2018 12:30 AM

جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

لذة مطر ..! 06-29-2018 08:40 PM

جزاك الله خير ع طرحك /وجعله في موازين حسناتك..:20:

جرعة جنون 06-30-2018 10:38 PM

جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..


الساعة الآن 10:41 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع