![]() |
فرح لا يقارن بأي فرح في الدنيا
فرح لا يقارن بأي فرح في الدنيا
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}[1]. تأمل قول الله تعالى عن الشهداء وقد عاينوا ما اعَدَّهُ اللهُ لهم من الرزقِ والنعيمِ في الجنَّةِ قال: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ...}، بمثل هذا يكون الفرح، بثواب الطاعات، ورفعة الدرجات، والنعيم المقيم في الجنة. وحق لهم أن يفرحوا، وقد رضي الله تعالى عنهم، وأنزلهم خير المنازل، وأكرمهم بخير كرامة، وهو فرح لا يقارَن بأي فرح في الدنيا، فلو مات أحد فرحًا لماتوا فرحًا! أما ما يتوهَّمه أهل الشهوات من الفرح بالملذات في الدنيا، فهو من الأشر والبطر، وليس من الفرح في شيء، وما يتوهمونه فرحًا سينقلب يوم القيامة عليهم حسرة وندامة، حتى يعذبوا به؛ {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}[2]. وَمن أسبابِ فرحهم أنهم يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ تركوهم في الدنيا على سبيلهم ولَمْ يَلْحَقُوا بهم، وأن مآلهم سيكون كمآلاهم، وأنهم سيدخلون مدخلهم، ويفوزون بمثل كرامتهم، فيقول أحدهم لله تعالى: فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، ليبذلوا أرواحهم لله تعالى، فإن الثمنَ عظيمٌ. فانظر إلى شرف نفوسهم، وصفاءِ قلوبهم، ونقاءِ أرواحهم، يودُّون أن يعلم المؤمنون بمكانتهم، وبما أعدَّه الله لهم من الكرامة، ليجدوا في طلب الشهادة، ويجتهدوا في نصرة دين الله تعالى: عَنْ جَابِرَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ، لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: « «يَا جَابِرُ، أَلَا أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللَّهُ لِأَبِيكَ» ؟»، وَقَالَ: يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ، فَقَالَ: « «يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا» ؟»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ: « «أَفَلَا أُبَشِّرُكَ، بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ» ؟»، قَالَ: بَلَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي، فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً، فَقَالَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يَرْجِعُونَ، قَالَ: يَا رَبِّ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى» : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[3]. [1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 170، 171. [2] سُورَةُ غَافِرِ: الْآيَة/ 75، 76. [3] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 169. ________________________________________________ الكاتب: سعيد مصطفى دياب |
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودام لنا عطائك لكـ خالص احترامي |
جزاكم الله خيرا :rx:
|
جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك وانارالله دربك بالايمان ماننحرم من جديدك المميز دمـت بحفظ الله ورعايته |
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا جعلها الله فى ميزان اعمالكِ دام لنا عطائكِ |
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم لكم مني ارق المنى وخالص التقدير والاحترام |
الساعة الآن 11:20 PM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع