منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   روائع الطنطاوي (1) (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=16772)

نسر الشام 06-17-2018 06:51 PM

روائع الطنطاوي (1)
 
روائع الطنطاوي (1)


النَّاسُ كسَواقي الغُوطةِ، عميقُ النَّفْسِ لا تُدرَكُ قرارتُه، ولا تُعرَفُ حقيقتُه، وواضحٌ بيِّنٌ؛ ظاهرُه كباطنِه، وباطنُه كظاهرِه، وجيَّاشٌ صخَّابٌ وصامتٌ سَكوتٌ، ونقيُّ الطَّويَّةِ وخبيثُ السَّريرةِ، ومُنصِفٌ وظالمٌ، وكبيرٌ وصغيرٌ... وكلٌّ يستمِدُّ مِن غيرِه ويُمدُّ سواه.




إن العاطفةَ تَضيقُ حتى لا تشمَلَ إلا شخصًا واحدًا، وتنحَطُّ حتى تنزِلَ مِن قلبِ هذا الشَّخصِ إلى ما تحت القلبِ، إلى ما تحت السُّرَّةِ..! وتسمو حتى تُحيطَ بالمُثُلِ الإنسانيَّةِ العاليةِ، وتعُمُّ حتى تشمَلَ الأمَّةَ كلَّها، بل الإنسانيَّةَ جمعاءَ.





ليسَ المنكوبُ مَن ذهَب مالُه، أو احترقَتْ دارُه؛ فإن الصِّحَّةَ تَردُّ المالَ، والمالُ يُعيدُ الدَّارَ، ولكنِ المنكوبُ مَن ثُكِلَ أفكارَهُ، وأضاعَ ذكاءَهُ، وعاشَ بائسًا، وماتَ مغمورًا مُنكَرًا، وقد كان أهلًا لأن يَسعَدَ حيًّا بذكائهِ، ويخلُدَ ميِّتًا بآثارِه.



إنَّ انهدامَ مساجدِ الإسلامِ كلِّها حتى ما يبقى منها حجَرٌ على حجَرٍ، أهونُ في نظرِ الإسلامِ نفسِه مِن دخولِ الإلحادِ على قلبِ شابٍّ مؤمنٍ، أو وصولِ الأذى إلى عِرْضِ فتاةٍ مُسلِمةٍ.



إنَّك لتجِدُ في رمضانَ في بيتِ اللهِ الحرامِ خمسين ألفًا بأيديهم المصاحفُ يقرَؤونَ القُرآنَ، ولكن لا تجِدُ خمسينَ منهم يفهَمونَ أو يُفكِّرونَ في أن يفهَموا معانيَ ما يقرَؤونَ.




فيا أيُّها الدُّعاةُ إلى اللهِ، ابدَؤُوا بالشَّبابِ، بالشَّبابِ بنينَ وبناتٍ؛ فإنَّ الدَّعواتِ كلَّها، الطَّيِّبَ منها والخبيثَ، إنَّما قامَتْ على عواتِقِ الشَّبابِ.




لقد كسَبْتُ عداواتِ ناسٍ أقوياءَ ولكنَّني أرضَيْتُ اللهَ، واللهُ أقوى منهم، ومَن ابتغى رضَا اللهِ بسخَطِ النَّاسِ رضيَ عنه اللهُ، وأرضى عنه النَّاسَ، فلم تَمضِ إلا مُدَّةٌ يسيرةٌ حتى رضيَ النَّاسُ عمَّا كان، وحمِدوا اللهَ عليه، وشكَروني أنِّي كنتُ السَّببَ فيه.



فالإيمانُ بالقدَرِ حياةٌ؛ لأنَّه يفتَحُ لك في كلِّ ظُلمةٍ شُعاعَ ضياءٍ، وفي كلِّ عُسرةٍ بابَ رجاءٍ، ولولا الرَّجاءُ لَماتَ المريضُ مِن وهمِه قبل أن يُميتَه المرَضُ، ولقُتِلَ الجُنديُّ في الحربِ مِن خوفِه قبل أن يقتُلَه العدوُّ، ولولا الرَّجاءُ ما كانت الحياةُ.



إنَّ الدِّيكينِ إذا اجتمَعا على الدَّجاجةِ اقتَتَلا غَيْرةً عليها وذَودًا عنها، وعلى الشَّواطئِ في الإسكندريةِ وبيروتَ رجالٌ مُسلِمونَ لا يَغارُونَ على نسائِهم المُسلِماتِ أن يراهُنَّ الأجنبيُّ.





حياةُ البنتِ التي فجَعها الرَّجلُ بعفافِها أشَدُّ عليها بمائةِ مرَّةٍ مِن الموتِ على النَّعجةِ التي فجَعها الذِّئبُ بلحمِها، إي واللهِ، وما رأى شابٌّ فتاةً إلا جرَّدها بخيالِه مِن ثيابِها ثَّم تصوَّرَها بلا ثيابٍ، إي واللهِ أحلِفُ لكِ مرَّةً ثانيةً.

أبو علياء 06-17-2018 07:06 PM

جزاكم الله خيراً ونفع بكم
على الموضوع الرائع والمميز
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

طلال 06-18-2018 02:05 AM

جزاك الله خير

يعطيك العافيه

طرح قيم

حلوة الروح 06-18-2018 07:48 AM








تعلمت ان كلماتكِ عذبه بآآح بها قلبكِ قبل قلمكِ
مررت من هنا فزرعت احرفي دليل شكر وأنحناء لرقي اسلووبك ِوتألق عطركِ المعطاء
(( عزيزتي ))
جميل دائمآ حرفك يحاكي النجوم في السماء
بارقة هي حرووفك تتلألأ كالنور في الظلام
لك باقآآآت من الشكر تنحني لحرفكِ الرائع !!

وووردي قبل رررردي ..


الآنـہہُــوثَـِہــهہً ♥









غـُـلايےّ 06-18-2018 08:41 AM

طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

لذة مطر ..! 06-18-2018 05:42 PM

جزاك الله خير ونفع بك .. :34:


الساعة الآن 02:53 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع