![]() |
شرح حديث أسامة: "قمت على باب الجنة، فإذا عامة من دخلها المساكين"
عن أسامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قُمتُ على باب الجنة، فإذا عامَّةُ من دخَلَها المساكينُ، وأصحاب الجَدِّ محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أُمِرَ بهم إلى النار، وقمتُ على باب النار، فإذا عامَّةُ من دخَلَها النساءُ))؛ متفق عليه. و((الجَدُّ)) بفتح الجيم: الحَظُّ والغنى، وقوله: ((محبوسون)) أي: لم يؤذَن لهم بعدُ في دخول الجنة. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: أما حديث أسامة بن زيد، فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((قمتُ على باب الجنة، فإذا عامة من دخلها المساكين))، يعني أكثرهم؛ أكثر ما يدخل الجنة الفقراء؛ لأن الفقراء في الغالب أقرب إلى العبادة والخشية لله من الأغنياء، ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق: 6، 7]، والغنيُّ يرى أنه مستغنٍ بماله، فهو أقلُّ تعبدًا من الفقير، وإن كان من الأغنياء من يعبد الله أكثر من الفقراء، لكن الغالب. ((وأصحاب الجَدِّ محبوسون)) يعني أصحاب الحَظِّ والغنى محبوسون لم يدخلوا الجنة بعدُ؛ الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء ((غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار)). فقسَّم الرسول صلى الله عليه وسلم الناسَ إلى أقسام ثلاثة: أهل النار دخلوا النار - أعاذنا الله وإياكم منها -، والفقراء دخلوا الجنة، والأغنياء من المؤمنين موقوفونَ محبوسون، إلى أن يشاء الله. أما أهل النار، فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق - أن عامة من دخَلَها النساء؛ أكثر من يدخل النار النساء؛ لأنهن أصحاب فتنة؛ ولهذا قال لهنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم يوم عيد من الأعياد: ((يا معشر النساء، تَصدَّقْنَ ولو مِن حُليِّكنَّ؛ فإنكن أكثر أهل النار))، قالوا: يا رسول الله، لمَ؟ قال: ((لأنكن تُكثِرنَ اللعن، وتكفُرنَ العشير)). ((تُكثِرن اللعن)): أي السبَّ والشتم؛ فلسانُهن سليط، وكيدُهن عظيم. ((وتكفُرن العشير)): أي المعاشر، وهو الزوج، لو أحسَنَ إليها الدهر كلَّه، ثم رأت سيئة واحدة قالت: ما رأيت خيرًا قط، تكفر النعمة ولا تقر بها. وفي هذا الحديث دليل على أنه يجب على الإنسان أن يحترز من فتنة الغنى، فإن الغنى قد يُطغي، وقد يؤدِّي بصاحبه إلى الأَشَر، والبَطَر، وردِّ الحق، وغَمْطِ الناس، فاحذر نعمتين: الغنى، والصحة. والفراغ أيضًا سبب للفتنة، فهذه الثلاث: الغنى، والصحة، والفراغ، مما يُغبَنُ فيها كثير من الناس؛ ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ))، والفراغ في الغالب يأتي من الغنى؛ لأن الغنيَّ منكف عن كل شيء ومتفرغ. نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من فتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 66- 68) |
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض , لك من الشكر وافره,~ |
شكرا للحضور العطر :rose:
|
-
اسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك وَ يجعل الفردوس الأعلى سكنك تقديري ~ |
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودام لنا عطائك لكـ خالص احترامي |
طَرِحْ ممُيَّز جِدَاً وَرآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائِهاْ |
الساعة الآن 10:34 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع