منتدى رواية عشق - مدينة تقع بين قارتين

https://hyatok.com/mwfiles/thumbs/fi...9%8A%D9%86.jpg

مدينة تقع بين قارتين

تُعرف مدينة إسطنبول التركية بكونها المدينة التي تقع بين قارتين، هما آسيا وأوروبا، وقد سميت قديمًا بالقسطنطينية، وتقع المدينة القديمة المسورة فيها على شبه جزيرة مثلثة الشكل بين أوروبا وآسيا، تحديدًا على جانبي مضيق البوسفور الواقع بين البحر الأسود وبحر مرمرة، إذ يفصل مضيق البوسفور بين قارتي آسيا وأوروبا، كما أنه يربط البحر الأسود مع بحر مرمرة، إذ تقع منطقة تراقيا على الجانب الأوروبي من المدينة، وهي المحور الاقتصادي والتاريخي فيها، بينما تقع هضبة الأناضول على الجانب الآسيوي منها، وتقع إسطنبول بالتحديد في الجزء الشمالي الغربي من تركيا، وتحتل مساحة تبلغ حوالي 2,063 ميلًا مربعًا بالقرب من الصفائح الأوروبية والآسيوية والأفريقية، قرب صدع شمال الأناضول الذي كان السبب في العديد من الزلازل التي ضربت إسطنبول على مر التاريخ.
وقد كانت إسطنبول لأكثر من 2500 عام محط نزاعات دينية، وثقافية، وإمبريالية، وكانت على مر تلك السنوات واحدة من أكثر المدن المرغوب باحتلالها والسيطرة عليها في العالم، مما دفع بالقائد الفرنسي نابليون بونابرت للقول بأنه "لو كان العالم بلدًا واحدًا لكانت عاصمته هي إسطنبول بلا منازع"، وفيما بعد، وضعت الكثير من مساجد ومعالم إسطنبول التاريخية ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي في عام 1985 ميلاديًا، كما عُدّت عاصمة مشتركة للثقافة الأوروبية لعام 2010 ميلاديًّا.

تاريخ إسطنبول

وفقًا للأسطورة، فإن المدينة بنيت في البداية في عام 657 قبل الميلاد على يد القائد اليوناني بيزاس، الذي استولى على المدينة من القبائل التوراسية الرعوية، وبنيت المدينة مرة أخرى على يد الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس الذي سماها بـ " أوغوستا أنتونينا" آنذاك على شرف ابنه، وجاء بعد ذلك الإمبراطور الروماني قسطنطين العظيم في عام 330 ميلاديًّا ليجعل المدينة عاصمة الإمبراطورية الرومانية، وأطلق عليها اسم "روما الجديدة".
ومع توسع العثمانيين في الأناضول وسيطرتهم تدريجيًا على أراضي الدولة البيزنطية، سقطت القسطنطينية في يد السلطان محمد الثاني في النهاية بعد تضييق الحصار عليها لمدة 53 يومًا في عام 1453 ميلاديًّا، لتصبح عاصمة الدولة العثمانية ويصبح اسمها إسطنبول ويختم بذلك عهد العصور الوسطى في أوروبا، وفي نهاية الحرب العالمية الأولى احتلتها جيوش الحلفاء وبقيت فيها حتى سقوط الدولة العثمانية وإعلان الجمهورية التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك.

سكان إسطنبول

يقدر عدد سكان مدينة إسطنبول بحوالي 14.6 مليون نسمة حسب إحصائيات عام 2016م، أما مع قرابة الانتهاء من العام 2019 فقد بلغ عدد سكان هذه المدينة ما يزيد عن 14.967 مليون نسمة، وتُعد بذلك خامس أكبر مدن العالم من ناحية عدد السكان، وفي الحقيقة، فإن إسطنبول كانت منذ القدم مشهورة بعدد سكانها الكبير، فوفقًا للباحثين بلغ عدد سكانها في عام 500 ميلادي بين 400-500 ألف نسمة، مما يضعها بمرتبة تفوق مدينة روما التي عُدّت أكبر مدن العالم في ذلك الوقت، وتصل الكثافة الحالية للسكان في مدينة إسطنبول إلى 2,523 نسمة في كل كيلو متر مربع، وتُعرف المدينة بكونها وطنًا لمعظم الأقليات الدينية والإثنية الموجودة في تركيا، ويُعد الأكراد أكبر الأقليات الموجودة في المدينة، إذ يصل عددهم إلى 3 ملايين نسمة من مجموع السكان، وهو بذلك أكبر تجمّع للأكراد في العالم، أما اليهود فقد كانت تركيا بلدًا يحتضن حوالي 100 ألف منهم في عام 1950م، ولكن عددهم قلّ في الآونة الأخيرة ليصل إلى 18 ألف نسمة وفقًا لإحصائيات عام 2005م.
يشكل المسلمون السُنة غالبية سكان إسطنبول، كما توجد العديد من الأقليات الدينية الأخرى التي من بينها المسيحيون الأرمن الأرثوذكس، والمسيحيون الكاثوليك الشرقيون، والمسيحيون الروم الأرثوذكس، والشوام اللاتين، واليهود السفارديم وبعض اليهود الأشكناز، ويُعرف المسلمون العلويون بكونهم أكبر أقلية دينية في إسطنبول.

اقتصاد إسطنبول

تُعرف إسطنبول بكونها العاصمة الاقتصادية لتركيا، بالإضافة لكونها أكبر مركز صناعي والعاصمة المالية لها، إذ تمتلك المدينة 38% من إجمالي الناتج الصناعي لتركيا، وتوفر المدينة فرص عمل لحوالي 35% من الأيدي العاملة في تركيا،[٦] كما أنها تساهم في 40% من إجمالي الضرائب التي تُجمع في البلاد، وتجري ما يقرب من 57% من عمليات التصدير و60% من عمليات التوريد في إسطنبول، وتمتلك المدينة 30% من إجمالي عدد الشركات التجارية في تركيا، مما يجعل من غرفة التجارة في إسطنبول وغرفة صناعة إسطنبول من أكبر الغرف التجارية في العالم، لذلك فإن هذه المدينة تستقطب العديد من الشركات متعددة الجنسيات، والبنوك العالمية، والمكاتب، والمتاجر، والعلامات التجارية من كافة أنحاء العالم، وتمتلك إسطنبول 3 موانئ خاصة بالشحن، و4 مناطق للتجارة الحرة، بالإضافة لمطارين دوليين، ويتميز موقع المدينة الذي يربط بين الشرق والغرب بإمداد خزينتها بأموال هائلة تنتج عن التجارة الدولية.

مناخ إسطنبول

تتمتع مدينة إسطنبول بمناخ جميل مناسب للسياحة في معظم أوقات السنة، فشتاؤها يمتد من شهر ديسمبر إلى شهر مارس، ويتميز بالبرودة العالية، إذ يقدّر متوسط درجات الحرارة خلال شهري يناير وفبراير بحوالي 6.5 درجة مئوية، ثم يبدأ الربيع مع شهري أبريل ومايو، ويكون الطقس معتدلًا مناسبًا لقضاء الرحلات وأوقات العطل، وتقل الأمطار خلال فصل الربيع، ثم يكون الصيف مع قدوم شهر يونيو إلى شهر أغسطس، إذ يتميز صيف المدينة بالحرارة والأجواء المشمسة، وتكون درجات الحرارة مرتفة خاصةً داخل أحياء المدينة والتي تصل إلى حوالي 24.5 درجة مئوية، كما يتميز صيف إسطنبول بالنسيم المريح القادم من البحر، ثم يبدأ فصل الخريف فيها مع بداية شهر سبتمبر إلى شهر نوفمبر، ويكون الطقس مناسبًا ودافئًا في بادئ الأمر، ثم سرعان ما يتحول تدريجيًا بمرور الأسابيع.

المعالم التاريخية في إسطنبول

تمتاز إسطنبول بمعالمها التاريخية التي ترجع إلى الإمبراطوريات والممالك التي تعاقبت على حكم المدينة، فمنها ما هو إسلامي، ومنها ما هو روماني، ومنها ما يرجع إلى الحقبة اليونانية القديمة، ويمكن إجمال بعض هذه المعالم فيما يأتي:

قصر توبكابي الذي بني على يد محمد الفاتح في القرن الخامس عشر، ويقع هذا القصر بجانب مضيق البسفور.
برج الساعة والذي يبلغ ارتفاعه 27 مترًا، وقد بني في عام 1895م.
متحف إسطنبول العسكري، والذي يعرض تاريخ ألف عام ماضٍ من المعارك.
كنيسة ومسجد آيا صوفيا الذي كان عبارة عن كاتدرائية القسطنطينية، ومن ثم تحول إلى مسجد بعد احتلال الجيوش العثمانية للمدينة، وبعد ذلك تحول إلى متحف في القرن العشرين، وهو الآن أحد أكثر المتاحف زيارةً في إسطنبول.
برج غَلَطَة والذي يُعد احد أبزر معالم إسطنبول السياحية، إذ يمكن الحصول على منظر جميل للمدينة من أعلى هذا البرج.
متحف السجاد التركي والذي يضم مجموعة مميزة من أجود أنواع السجاد والبسط من مختلف أنحاء تركيا.
ميدان تقسيم وشارع الاستقلال.
المسجد الأزرق أو مسجد السلطان أحمد كامي الذي بني خلال عهد السلطان أحمد الأول في عام 1616م.
مضيق البوسفور بقسميه الشرقي والغربي.
جسور إسطنبول، التي من بينها جسر البوسفور، وجسر السلطان سليم الأول، وجسر السلطان محمد الفاتح، وجسر القرن الذهبي.
برج الفتاة أو كيزكولي، والذي يقع عند المدخل الجنوبي لمضيق لبسفور.