![]() |
تفسير قوله تعالى: ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ... ﴾
قوله تعالى: ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 75]. بين عز وجل في الآيات السابقة قسوة قلوب اليهود وأهل الكتاب وأنها كالحجارة أو أشد قسوة، ثم أتبع ذلك بقطع طمع المؤمنين في إيمانهم. قوله: ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ ﴾ الهمزة للاستفهام، والمراد به الاستبعاد والتيئيس والإنكار والتعجب. والخطاب للمؤمنين، والطمع: هو الرجاء مع الرغبة الأكيدة الشديدة في حصول الشيء. والمعنى: أفترجون أيها المؤمنون ﴿ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ ﴾؛ أي: أن يؤمن لكم اليهود، أي: أن يقروا لكم ويصدقوكم وينقادوا لكم بالطاعة وقد شاهد آباؤهم آيات الله العظيمة وتمتعوا بنعمه الجسيمة، ثم قست قلوبهم من بعد ذلك، هذا أمر في غاية البعد، وكيف يكون هذا؟! ﴿ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ ﴾ الواو: حالية، و"قد": للتحقيق، أي: والحال أنه كان فريق منهم، أي: طائفة منهم ﴿ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ ﴾؛ أي: يسمعون كلام الله المنزل عليهم في التوراة وكلامه الذي أسمعهم لما كلم موسى عليه السلام حين اختار منهم سبعين رجلًا لميقات ربه، وكذا كلامه عز وجل في القرآن الكريم. وفي الآية إثبات صفة الكلام لله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته صفة ذاتيه ثابتة له عز وجل وصفة فعلية مرتبطة بمشيئته. فهو يتكلم متى شاء بحروف وكلمات وألفاظ، بصوت مسموع، ومعنى مفهوم: لأنه لا معنى للكلام المسموع إلا هذا. وفي هذا رد على من ينفي صفة الكلام عن الله عز وجل أو يؤولها بالمعنى القائم بالنفس من أهل البدع. ﴿ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ ﴾ التحريف: مصدر حرَّف الشيء إذا مال به إلى الحرف وعن جادة الطريق، أي: ثم يحرفون كلام الله أي: يتأولونه على غير تأويله، ويبدلون معناه ويغيرونه ويميلون به عن وجهه ومعناه إلى غيره، قال تعالى: ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [النساء: 46] وقال تعالى: ﴿ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ﴾ [المائدة: 41]. ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ ﴾ "ما" مصدرية، أي: من بعد عقلهم ووعيهم له، وفهمهم له على الجلية. ﴿ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾، أي: يعلمون أنهم يحرفون كلام الله، وأن ذلك محرم، فارتكبوا الإثم والمخالفة على بصيرة، فحرفوا كلام الله بعد ما عقلوه وفهموه، وتركوا الحق بعد ما عرفوه، فاستحقوا بذلك لعنة الله وغضبه، كما قال تعالى: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [المائدة: 13] وقال تعالى: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]. المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن » _ الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم. |
جزاكى المولى الجنه وكتب الله لكى اجر هذه الحروف وجعله المولى شاهداً لكى لا عليكى ولكى احترامي وتقديري |
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك |
سَلِمتْ الأيَادي ودَام عطَائَكـ
بإنتظار جَديَدكـ المَمَيز أكاَليِل الشُكرْ أَنثرُهاَ عَلَىْ عَتباَتْ مُتصَفِحكـْ |
جلب راقي وانتقاء مميز
بوركت جهودك المثمرة ولا حرمنا عطائك ودي .. |
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودام لنا عطائك لكـ خالص احترامي |
الساعة الآن 08:06 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع